واشنطن – (رياليست عربي): منذ نهاية الحرب الباردة، تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً – أو حتى شنت حربا مفتوحة – في العديد من المناطق: الكويت والصومال والبوسنة وكوسوفو وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، ومؤخرا أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القائمة لا تشمل “حروب الطائرات بدون طيار” التي تشنها واشنطن في باكستان وأماكن أخرى، حتى لو كان قادة الولايات المتحدة يعتقدون بصدق أن هذه التدخلات العسكرية مرغوبة من الناحية الاستراتيجية ومبررة أخلاقياً، فإن التاريخ يثبت عكس ذلك.
مراراً وتكراراً، يؤدي التدخل الأمريكي إلى زعزعة استقرار البلدان والمناطق، ويعزز العناصر السياسية المشكوك فيها والخطيرة للغاية، ويخلق أزمات لاجئين ضخمة، حيث أن “معظم هذه الحملات الصليبية فاقمت الأوضاع السيئة بالفعل”.
لكن لسوء الحظ، فإن معظم مؤسسة السياسة الخارجية لم تتعلم الدروس السابقة من التاريخ.
قد تكون الخطوة الأولى الجيدة هي الاعتراف بأن إصرار واشنطن المتغطرس على توسيع الناتو إلى حدود روسيا قد طاس على المصالح الأمنية الأساسية لروسيا وساهم في الحرب المأساوية في أوكرانيا.
لكن الخطوة المنطقية التالية ستكون تسهيل المفاوضات حول اتفاقية سلام تضمن حياد أوكرانيا الصارم.
كما أن “مثل هذه التسوية من شأنها أن تترك روسيا تحت سيطرة كل من شبه جزيرة القرم ودونباس، وتؤكد أن أوكرانيا ستكون في دائرة نفوذ موسكو”.
ومع ذلك، بدلاً من قبول هذه النتيجة وتسهيل محادثات السلام لإنهاء الصراع، تستخدم الولايات المتحدة أوكرانيا كرهائن في حرب الناتو بالوكالة ضد روسيا.
فإن مثل هذه الاستراتيجية من قبل واشنطن “تخلق احتمالا مروعا لحدوث صراع دموي متعدد السنوات”.
في الوقت نفسه، إن مثل هذه المواجهة يمكن أن تتطور إلى “حرب مفتوحة بين الناتو والاتحاد الروسي مع احتمال استخدام أسلحة نووية”.
كما أن هناك حاجة إلى مفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا، وأن نتيجة اتفاقية السلام يجب أن تضمن الحياد الصارم لأوكرانيا.
بالتالي، “يجب على قادة الولايات المتحدة أن يتعلموا أنه من الحكمة في كثير من الأحيان قبول وضع غير كامل، وحتى غير سار، لتجنب أن يصبح كارثياً”.