كييف – (رياليست عربي): في فيديو متداول بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بطله مقاتل من الجيش الوطني (السوري) المدعوم تركيّاً، تم نقله وعدد من رفاقه عبر تركيا إلى أوكرانيا، للقتال ضد الجيش الروسي.
وهذا أمر إلى الآن يأتي في سياق طبيعي، خاصة وأن التجربة السورية والليبية والعراقية والأفغانية، عززت هذا السوق، وأصبح رائجاً حيث يتنقل الإرهابيون من بلد إلى آخر، وفق الحاجة لهم.
إلا أن هذا الفيديو يستعرض أمراً يبين أن هذه التجارة قد فشلت، وتم التغرير بالمئات من المرتزقة على اختلاف جنسياتهم، بعد أن تم وعدهم بمبالغ مالية عالية، ومعسكرات تدريب وأسلحة، وطعام ومبيت، لكن وفق الفيديو الذي يتحدث فيه المقاتل أن أياً من هذا لم يحدث، بل الأمر بلغ أنهم يتعرضون للإهانة والضرب، من القوات الأوكرانية، وكأنه تم الدفع بهم نحو الموت.
الحالة اليوم لا تتعلق بالحرب، بقدر ما تتعلق بمصير هؤلاء المرتزقة، ففي القتال هم مشروع أموات، ويخشون تسليم أنفسهم ومن المستحيل منحهم اللجوء في أي دولة مجاورة لأوكرانيا، خاصة بعد معرفة خلفياتهم الإرهابية، حتى وإن كان المعسكر الغربي في صف النظام في كييف.
ويضيف المقاتل، أنهم الآن لا يملكون قوت يومهم، وتعرضوا للخيانة والخداع، وأشار إلى أنهم قدموا من تركيا إلى ألمانيا، التي نقلتهم بدورها بشاحنات إلى أوكرانيا في رحلة متعبة استمرت 5 ساعات، إلى مدينة لفيف، وتابع المقاتل، أنه تم تقسيمهم إلى دفعات وتم فصلهم عن بعضهم، ولا يعلمون عن بعضهم شيئاً، حتى السلاح الذي تسلموه عبارة عن كلاشينكوف قديمة ومخزنين و60 طلقة، وفقاً للمقاتل.
ونتيجة لهذه الأوضاع، فكر المقاتلون بالهروب، خاصة وأنهم لا يعرفون أين هم ولا من المسؤول عنهم بل تركوا لمصيرهم، وكل قرية يدخلونها في أوكرانيا كان أهلها يطردونهم منها، وظلوا على هذه الحال إلى أن تم اعتقالهم والتحقيق معهم منكرين أنهم مقاتلين مأجورين، بل تذرعوا بأنهم طلاب في جامعات كييف واختفت أوراقهم الثبوتية، والآن هم في منطقة حدودية ينتظرون ما سيحدث لهم، وهذا أمر يجب أن يتنبه له جميع من يصدق تلك المشاريع المأجورة التي تدفع بالشباب المغرر بهم نحو التهلكة.
إذاً، هذا الوضع يؤكد مرة جديدة أن الدور الوظيفي الذي تمارسه بعض القوى الدولية والإقليمية في أزمات الدول، من خلال جلب المرتزقة الذين هم عبارة عن عمل، تنتهي الحاجة منهم بانقضائه، لكن روسيا تعاملت مع هذه النماذج بكثرة في سوريا، وتملك خبرة واسعة في حربها عليهم.