القدس – (رياليست عربي): كشفت تقارير إعلامية عن استمرار الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لشن عملية برية شاملة على قطاع غزة، بالرغم من الإعلان الرسمي لحركة حماس عن قبولها اتفاقية وقف إطلاق النار التي طرحها الوسيط المصري. هذه التحركات العسكرية تأتي في وقت لا تزال فيه الآلية التنفيذية لاتفاق الهدنة غامضة، ولم يتم بعد الاتفاق على التفاصيل النهائية لضمانات التنفيذ.
المصادر العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن الجيش يحافظ على حالة التأهب القصوى، مع استمرار تعزيز القوات على الحدود مع القطاع. كما تم نشر وحدات هندسية إضافية وكتيبة دبابات إضافية في محيط غزة، في إشارة واضحة على أن القيادة السياسية لم تتخذ بعد القرار النهائي بوقف العمليات العسكرية.
من جهة أخرى، نقلت مصادر دبلوماسية عن قلق مصري وأمريكي من أن تستخدم إسرائيل موافقة حماس كذريعة لكسب الوقت لتحسين موقفها التفاوضي، بينما تواصل التحضير لعملية عسكرية حاسمة. وقد حاول الوسيط المصري الاتصال بمسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى للتوضيح، لكن دون تلقي ردود واضحة حتى الآن.
المراقبون السياسيون يفسرون هذا التصرف الإسرائيلي على أنه محاولة للضغط على حماس لتقديم تنازلات أكبر في مفاوضات تبادل الأسرى، والتي تعتبر أحد البنود الأساسية في أي اتفاقية دائمة. كما أن هناك شكوكاً حول وحدة القيادة الإسرائيلية، حيث يبدو أن هناك تياراً داخل الحكومة لا يزال يفضل الحل العسكري على التسوية السياسية.
في الخلفية، تشير تقارير إلى أن واشنطن تواصل الضغط على تل أبيب لمنع تصعيد عسكري قد يعقد الجهود الدبلوماسية الجارية، لكن يبدو أن القيادة الإسرائيلية تعتقد أن لديها نافذة فرص محدودة لتحقيق أهدافها العسكرية قبل تدخل المجتمع الدولي.
هذه التطورات تترك مستقبل الاتفاقية hanging by a thread، حيث أن أي حادث أمني طفيف قد يؤدي إلى انهيار سريع للتهدئة والعودة إلى التصعيد الكامل. الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت المنطقة مقبلة على فترة هدوء نسبي، أم على موجة جديدة من العنف قد تكون الأوسع منذ بداية الصراع.