أنقرة – (رياليست عربي): في الوقت الذي يعيش العالم خلاله أزمات وحروب ومشاكل اقتصادية ووبائية، وكذلك مع إطلالة توتر دولي كبير بين الغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى، تعمل تركيا على اقتناص هذه الفرصة بانشغال العالم عموماً، والناتو خصوصاً بأحداث أوكرانيا.
فقد حذر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اليونان من اختبار صبر بلاده عبر استفزازات منها التهديد بتوسيع نطاق مياهها الإقليمية في بحر إيجه، معتبراً أن إنشاء حلف داخل الناتو يضعفه، متهماً أثينا بالاستمرار فيما أسماه بإجراءات استفزازية، منها عسكرة الجزر القريبة من البر الرئيسي لتركيا ما يعد انتهاكاً لاتفاقيات دولية.
وتابع أكار: “لا يجب أن تخطئ اليونان في حساباتها وأن تعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للتوسع في المياه الإقليمية إلى 12 ميلاً. يجب ألا يختبرونا بأي شكل، ولا يجب عليهم الدخول في مثل هذه المغامرة. آمل ألا يرتكبوا مثل هذا الخطأ”.
حول ذلك قد تفكر أنقرة باستغلال المشهد السياسي العالمي حالياً، إذ أن الناتو يركز كلياً على مواجهة موسكو في أوكرانيا وبالتالي فإنه لن يدعم حدوث أية مواجهات بين أعضائه، أي بين تركيا واليونان، إذ من الممكن أن تساوم أنقرة الناتو في القيام بدور ما في الأزمة مع موسكو مقابل ضغط الحلف على أثينا في الرجوع عن سياستها الحالية التي ترى فيها دفاعاً عن حقوقها، ومواجهةً للأطماع التركية البحرية.
ولعلم أنقرة بحاجة الحلف لتركيا كونها من أقوى أعضائه، فإن ذلك يمنحها دفعاً وزخماً لاقتناص الظروف السياسية الدولية الحالية المليئة بالتحديات والمواجهات وتضارب المصالح.
وعليه فإن أي تصعيد تركي – يوناني قد يكون محتملاً، لكنه مستبعد حالياً، لأن رغبة واشنطن بالدرجة الأولى، ومن ثم أوروبا هي التفرغ لمواجهة روسيا في أوكرانيا، بالتزامن أيضاً مع اندلاع أحداث كازاخستان، والتي صفنها كثيرون على أنها بداية استهداف غربي للأمن القومي الروسي.
خاص وكالة رياليست.