القاهرة – (رياليست عربي): قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن كل المؤشرات تؤكد أن الائتلاف الحكومي في إسرائيل سيتفكك والمتوقع تتالي استقالات الوزراء ليس فقط من اليمين، وإنما من الأحزاب الأخرى.
مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية، ستكون حكومة شلل وطني، وتصاعد الأزمة قبل فتح ملف الموازنة، الأمر الذي يؤهل لعودة رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو إلى الواجهة السياسية، وسوف يصبح بيني غانتس المرشح الأقرب لرئاسة الحكومة منفرداً أو بالتناوب مع نتنياهو.
متوقعاً، عودة نفتالي بينت وزيراً وسيقبل في أي تشكيل جديد، والفرضيات المتوفرة من المشهد تعزز بقاء يائير لابيد ضمن الوزارة الجديدة.
ولفت فهمي إلى الحكومة المقبلة في إسرائيل، ستكون حكومة عسكرية بالمعنى المفهوم لمواجهة ما يجري في الضفة الغربية، حالة من عدم الاستقرار ستعلن عن نفسها في إسرائيل، كما ستكون هناك تأثيرات كبيرة على مسارات واتجاهات معاهدات السلام في الإقليم.
وتابع الخبير المصري المتخصص في الملف الفلسطيني والإسرائيلي، لمن لا يعرف إسرائيل جيداً عليه أن يدرك أنه مجتمع عسكري تقف الدبابات والمدرعات في الشوراع، بشكل طبيعي، ويقف الجنود على الممرات والطرق الالتفافية في وضع استعداد، فالأمن موجود في كل شبر، سواء معلن أو مستتر.
مؤكدا أن رجال الخدمة السرية يعملون في كل موقع وفي مناطق التماس، حالة التأهب دائماً في وضع A .. وهناك تعليمات عليا باستخدام مكثف للنيران عند المواجهة وستزيد في الفترة المقبلة، الحاكم العسكري يمنح صلاحيات كبيرة للجنود والضباط.
لافتاً إلى أن الكنيست أصدر مؤخراً تشريعاً منح فيه الجيش حق دخول السجون والمعتقلات للتعامل مع الاضطرابات، أيضاً الشرطة الإسرائيلية تم إعادة تسليحها ودعمها أمنياً بشكل جاء على حساب مخصصات الصحة والتعليم بقوانين جديدة صدرت في الكنيست الحالي قبل ان يفض دورته.
والمعنى أن العسكريين يتقدمون بقوة لحكم الدولة في ظل غياب السياسة والساسة الكبار، ينظرون إلى الحكومة على أنها فاشلة ولا تزن وليس لديها أي خبرة والفوضى تعم قطاعات الدولة.
أيضاً المستوطنين يتقدمون لإدارة الدولة في الفترة المقبلة، والخطورة أنهم جماعات وحركات منظمة ولها ثقلها الكبير في إسرائيل وتنطلق من مقاربات إيديولوجية ودينية وسياسية، فالأحزاب ضعيفة والحركات السياسية أضعف، وفي المجمل إسرائيل مقبلة على حالة من عدم الاستقرار والضبابية وعدم وضوح الرؤية.
وطالب طارق فهمي الفلسطينيين بالاستعداد لمرحلة صعبة في الفترة المقبلة، الخيارات العسكرية والأمنية تستبق الخيارات السياسية، وتتالي العمليات يدفع لمزيد من الإجراءات غير المسبوقة وستكون هناك مزايدات على تبني العمل العسكري الموجه تحت سمع وبصر العالم، ما جرى في جنين قابل للتكرار في سائر المدن الفلسطينية، استخدام القوة والعنف تجاه شعب أعزل سيدفع لمزيد من المواجهات، وليس الحل إعادة التنسيق الأمني بمقتضى اتفاقية أوسلو أو تبادل المعلومات بين الجانبين، هذا معناه -إن تم – انتحار سياسي وهبوط السلطة إلى مستنقع تسعى له الحكومة الإسرائيلية الهشة والتي سيتفكك ائتلافها، ولن يضعوا الرئيس محمود عباس أبومازن في مقاطعة ولن يوقفوا التعامل السياسي من وراء ستار، وإنما الأخطر في شيطنة القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، ولا فرق هنا بين فتح و حماس أو الجهاد.