واشنطن – (رياليست عربي): لا يوجد نظام دفاع صاروخي تقليدي مهما كان متقدما يتمتع بحصانة كاملة ضد الهجمات الصاروخية المكثفة، بما في ذلك نظام القبة الحديدية الذي تستخدمه إسرائيل للتصدي للصواريخ التي تطلقها حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة، طبقاً لموقع مجلة “ناشونال إنترست – The National Interest”.
هذا النظام، وهو عبارة عن شبكة اعتراضية تستخدم تكنولوجيا تحليل بيانات رادارات متطورة لرصد وتعقب وتدمير الصواريخ، يعد خط الدفاع الأول والأساسي لدى إسرائيل ضد وابل الصواريخ قصيرة المدى القادمة من قطاع غزة.
ما مدى فاعلية هذا النظام؟
هذا النظام هو أحد أكثر أنظمة الاعتراض فاعلية في العالم، في التصدي للصواريخ الفلسطينية، كما أنه يركز جزئياً من أجل توفير التكلفة على الصواريخ التي تسير في مسار محدد، وهو قرار حكيم خاصة في سياق التصعيد الحالي حيث فشل حوالي 400 صاروخ من بين 1600 أطلقتها حماس في الوصول لإسرائيل. وأما فيما يتعلق بباقي الصواريخ التي تقترب من أهدافها فيؤكد الجيش الإسرائيلي أن نسبة النجاح في التصدي لها وتدميرها تزيد عن 90%، وهو رقم تم التشكيك فيه بشكل موضوعي خلال السنوات الأخيرة.
وبالتالي، هناك بيانات وسوابق تشير إلى أن القبة الحديدية أقل فاعلية بشكل ملحوظ أمام ضربات توجه إلى أهداف قصيرة المدى.
ويعتقد أن كل بطارية نموذجية في منظومة القبة الحديدية تضم 3 إلى 4 قاذفات، تحمل كل منها 20 صاروخاً اعتراضياً من طراز “تامير”، لكن من غير الواضح على وجه التحديد عدد البطاريات التي دخلت الخدمة خلال النزاع الحالي، على الرغم من أن هذا الرقم لا يقل عن 10.
ولا يعتبر هذا الأمر نقطة ضعف خاصة بمنظومة القبة الحديدية بقدر ما هو انعكاس لحقيقة أنه لا يوجد مطلقاً نظام دفاع صاروخي تقليدي مهما كان متقدماً محصن تماماً ضد الضربات الصاروخية المكثفة، ورغم أن إسرائيل استثمرت مؤخراً في منظومة دفاع جوي تعمل بالليزر تدعى “الشعاع الحديدي” (Iron Beam) وتعد بتعويض نقائص النظام الحالي، فإنه من السابق لأوانه تقييم فعالية المنظومة الجديدة بشكل كامل على ساحة المعركة.