القدس – (رياليست عربي): في خطوة تشير إلى تصاعد التوترات بين إسرائيل وتركيا حول التطورات الأمنية في سوريا، كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية عن أن إسرائيل قد طلبت من الولايات المتحدة ممارسة الضغط على أنقرة لوقف خططها بإنشاء قواعد عسكرية جديدة في سوريا، بالإضافة إلى منع تشكيل منظمات “معادية” لإسرائيل في المناطق السورية.
ووفقًا للتقرير الذي نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”، فإن التوترات بين تركيا وإسرائيل بشأن الوضع في سوريا بدأت في الظهور بشكل علني، خاصة بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وجه رسالة حاسمة إلى إسرائيل في وقت سابق هذا الأسبوع، قال أردوغان: “أولئك الذين يسعون إلى الاستفادة من الفوضى في سوريا من خلال تعزيز الانقسامات العرقية والدينية عليهم أن يعلموا أنهم لن يحققوا أهدافهم. لن نسمح بتقسيم سوريا كما يخططون له”، في إشارة واضحة إلى المواقف الإسرائيلية في المنطقة.
وفي ذات السياق، أكد أردوغان أن “إسرائيل لن تتمكن من ضمان أمنها من خلال خلق حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، ولن تستطيع تحقيق السلام الذي تسعى إليه إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967″، وهو ما يعكس الموقف التركي الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.
حسب ما نقلته الصحيفة العبرية، فإن إسرائيل قد طلبت من الولايات المتحدة نقل رسائل إلى الحكومة التركية بعدم السماح بإنشاء ثلاث قواعد عسكرية جديدة في سوريا. وتستهدف هذه القواعد العسكرية مناطق استراتيجية تعتبرها إسرائيل حساسة. بالإضافة إلى ذلك، طالبت إسرائيل بمنع تشكيل أي منظمات مسلحة “معادية” لإسرائيل على الأراضي السورية، والتي تشكل تهديدًا للأمن الإسرائيلي.
يُعتقد أن هذه الخطوة تأتي في إطار ما يبدو أنه “جهد تركي متزايد” للحصول على موطئ قدم عسكري وأمني في مناطق مختلفة من سوريا. تركيا كانت قد أطلقت عدة عمليات عسكرية شمالي سوريا في السنوات الأخيرة تحت ذرائع أمنية، وهو ما أثار قلق إسرائيل من عواقب هذا التوسع العسكري التركي.
الاستخبارات التركية تُدير منظمة في درعا “لمحاربة إسرائيل“
تقرير آخر من وسائل الإعلام الكردية أشار إلى أن الاستخبارات التركية قد أسست منظمة جديدة في محافظة درعا السورية، تعمل على “محاربة إسرائيل”، ووفقًا للمصادر، فقد تأسست هذه الميليشيا منذ أسبوع، ويجري انضمام أعضاء جدد إليها بشكل مستمر. وعلى الرغم من أن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها بشكل مستقل من قبل مصادر إسرائيلية، إلا أن التقرير يثير قلقًا متزايدًا بشأن النشاطات التركية في سوريا وتأثيرها على الأمن الإقليمي.
إن تصاعد الضغط الإسرائيلي على الولايات المتحدة لمنع التوسع العسكري التركي في سوريا يعكس قلقًا بالغًا من أن تعزيز التواجد التركي في المناطق الحدودية قد يؤدي إلى تقوية الميليشيات المعادية لإسرائيل، الأمر الذي قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، كما أن هذا التصعيد يعكس انقسامًا في الرؤى بين تركيا وإسرائيل بشأن الحلول المستقبلية للأزمة السورية، بالإضافة إلى اختلافات حادة حول المسائل الإقليمية مثل القضية الفلسطينية.
على صعيد آخر، لا تزال تركيا تسعى لتحقيق هدفها في تعزيز أمنها القومي من خلال إقامة وجود عسكري في مناطق مختلفة من سوريا، وهو ما اعتبرته أنقرة ضرورة استراتيجية لمواجهة التهديدات القادمة من المجموعات الكردية في شمال سوريا، التي تعتبرها تركيا منظمات إرهابية.
يبدو أن التوترات بين تركيا وإسرائيل حول سوريا ستستمر في التصاعد في ظل السجالات السياسية والعسكرية المستمرة بين البلدين. ومع دخول الولايات المتحدة على الخط في محاولة للضغط على أنقرة، فإن هذه التطورات قد تؤدي إلى تغييرات استراتيجية في خريطة القوى في سوريا، مما يضع المنطقة في حالة ترقب حذر بشأن الخطوات المقبلة للأطراف المعنية.