الخرطوم – (رياليست عربي): قالت السفارة الروسية في جمهورية السودان إن تحرير العاصمة السودانية الخرطوم كان لحظة حاسمة في الصراع المستمر في البلاد، وأشارت البعثة الدبلوماسية إلى أن عودة الخرطوم إلى سيطرة الحكومة الشرعية يدمر المشروع السياسي للمتمردين من قوات الرد السريع. وتأتي هذه الأحداث في سياق تكثيف الاتصالات بين الدولة الواقعة في شرق أفريقيا وروسيا.
وأضافت البعثة الدبلوماسية أن موسكو تدعم الحكومة السودانية المعترف بها وتدعو باستمرار إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية ووحدة أراضيها، وكان الجانب السوداني قد صرح في وقت سابق بأن البلدين توصلا إلى تفاهم متبادل كامل بشأن مسألة إنشاء نقطة لوجستية للاتحاد الروسي في بورتسودان.
وأصبحت عودة الخرطوم إلى سيطرة الحكومة الشرعية حدثا بارزا قد يغير مسار الحرب الأهلية في السودان، وفق ما ذكرت السفارة الروسية في السودان لصحيفة إزفستيا. ويحقق الجيش السوداني تقدما مطردا، حيث حرر مناطق وسط البلاد من مسلحي قوات الرد السريع، إن النصر في العاصمة لا يعزز موقف الحكومة استراتيجيا فحسب، بل ويلقي في نهاية المطاف بظلال من الشك على آفاق المتمردين.
وهذه بالتأكيد إحدى نقاط التحول في الأزمة السودانية الحالية، وهذا ليس فقط ما يعتقده المعلقون المحليون والمراقبون الدوليون، بل إن المتمردين أنفسهم يعترفون بذلك ، حسبما أشارت السفارة الروسية في السودان.
وقال قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن القوات المسلحة السودانية حررت الخرطوم من قوات الرد السريع. العاصمة، حيث كان يعيش ربع سكان البلاد قبل الصراع وحيث كان يوجد مركز صناعي ونقلي رئيسي، أصبحت الآن مرة أخرى تحت سيطرة القوات الحكومية.
ومن وجهة نظر السلطات المحلية، فإن تحرير العاصمة يجعل من الممكن تحقيق الاستقرار بشكل موثوق في جميع الولايات الوسطى والجنوبية، ونقل العمليات العسكرية إلى الغرب البعيد – إلى كردفان ودارفور، كما تشير البعثة الدبلوماسية الروسية.
كما تعتقد البعثة الدبلوماسية الروسية أن إحدى النتائج الرئيسية لتحرير الخرطوم كانت تدمير المشروع السياسي لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ورغم النجاحات التي حققها الجيش السوداني، إلا أن الصراع في البلاد يظل معقدا بسبب تدخل أطراف خارجية، خاصة وأن السودان أصبح ساحة للتنافس الجيوسياسي، وأن نفوذ القوى الدولية لا يسمح بالتنبؤ بتطوراته المستقبلية بشكل مؤكد تمامًا.