واشنطن – (رياليست عربي). أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين أن الولايات المتحدة ستبيع مقاتلات F-35 الشبحية إلى المملكة العربية السعودية، في خطوة تعكس توجهاً لتوسيع العلاقات الدفاعية قبل أيام من زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن.
وقال ترامب للصحفيين رداً على سؤال حول الصفقة: «أنا أخطط لذلك. إنهم يريدون الشراء. لقد كانوا حليفاً عظيماً… سنبيع مقاتلات F-35». وتأتي هذه الخطوة لتعزيز شراكة دفاعية وصلت قيمتها إلى 142 مليار دولار خلال زيارة ترامب إلى الرياض عام 2023. تقارير سابقة لـ رويترز و ميدل إيست آي أشارت إلى أن الصفقة قد تشمل ما يصل إلى 48 طائرة F-35، الأحدث في الترسانة الأمريكية.
اعتراضات إسرائيل… وتحفظات داخل واشنطن
تتجاوز الخطوة اعتراضات إسرائيل التي تعارض بيع طائرات F-35 لدول عربية من دون ثمن سياسي، وكانت واشنطن تأمل استخدام الصفقة كأداة ضغط لدفع الرياض نحو التطبيع — وهو ما رفضته السعودية قبل زيارة ترامب في مايو.
ورغم تصريحات الرئيس الأمريكي بأن المملكة “ستطبّع قبل نهاية العام”، يقول دبلوماسيون عرب وغربيون إن المفاوضات لم تُستأنف.
داخل الولايات المتحدة، حذّر مسؤولون في الدفاع والاستخبارات من مخاطر أمنية محتملة، مشيرين إلى توسّع العلاقات بين الرياض وبكين — أكبر مستورد للنفط السعودي — وإلى استخدام شركة هواوي الصينية في البنية التحتية للجيل الخامس، ما قد يهدد بسرّية تكنولوجيا المقاتلات.
يرجّح خبراء أن واشنطن ستعرض نسخاً محدودة القدرات أو أنظمة تعطيل عن بُعد، لكن السعودية ستسعى للحصول على أعلى مستوى تكنولوجي ممكن.
الرياض… مشترٍ قوي بموارد كبيرة
رغم ضغوط الموازنة وتراجع أسعار النفط، تبقى السعودية واحدة من الدول القليلة القادرة على شراء أنظمة تسليح متقدمة بهذا الحجم. وفي إطار «رؤية 2030»، يعيد ولي العهد هيكلة أولويات الاستثمار، مخفّضاً مشاركات صندوق الاستثمارات العامة في شركات أمريكية كبرى، ومراجعاً مشاريع ضخمة مثل «ذا لاين».
ومع ذلك، تواصل الرياض السعي لامتلاك أفضل الأنظمة الأمريكية. ففي التسعينيات، باعت واشنطن للمملكة نسخاً مخفّضة من F-15 حفاظاً على التفوق العسكري الإسرائيلي. اليوم، يرى محللون مثل ريتشارد أبوالعافية أن مخاوف تل أبيب يمكن احتواؤها عبر قيود تقنية مخصصة.
حسابات استراتيجية
يمثّل الإعلان رسالة سياسية قبل زيارة ابن سلمان، ويرسّخ موقع السعودية كشريك محوري في استراتيجية واشنطن ضد الصين، في ظل توترات أمريكية مع حلفاء أوروبيين وآسيويين.
وترى الرياض أن حصولها على F-35 يدخل ضمن مشروع أوسع لتحديث القوات المسلحة، وتعزيز قطاعات السياحة والمعادن الاستراتيجية، وربما برنامج نووي مدني.
مصير الصفقة — سواء بقدرات كاملة أو بشروط إسرائيلية — سيُحسم خلال المفاوضات المقررة هذا الأسبوع في واشنطن.






