طوكيو – (رياليست عربي). قدّمت اليابان احتجاجًا رسميًا إلى الصين يوم الإثنين بعد أن نشر القنصل العام الصيني في أوساكا، شيوه جيان (Xue Jian)، تعليقًا على وسائل التواصل الاجتماعي وصفته طوكيو بأنه «غير لائق للغاية» و«ينطوي على تهديد محتمل» ضد رئيسة الوزراء ساناي تاكايشي.
وجاء الجدل عقب تصريح تاكايشي الأسبوع الماضي بأن الهجوم الصيني على تايوان يمكن اعتباره “وضعًا يهدد بقاء اليابان” — وهو مصطلح قانوني أُدخل عام 2015 يسمح بنشر قوات الدفاع الذاتي اليابانية لحماية الحلفاء. وقد شكّل هذا الموقف سابقة سياسية، إذ تجنّب القادة اليابانيون سابقًا الربط المباشر بين أمن تايوان والدفاع عن اليابان.
لكن يوم السبت، أعاد شيوه نشر مقال عن تصريحات تاكايشي على منصة X (تويتر سابقًا) مضيفًا تعليقًا يقول: «يجب قطع الرأس القذر الذي يتدخل فيما لا يعنيه». وقد حُذف المنشور لاحقًا، لكن بعد أن أثار غضبًا واسعًا في طوكيو وواشنطن.
وقال الأمين العام للحكومة مينورو كيهارا إن طوكيو طالبت بكين مرارًا باتخاذ “إجراءات مناسبة”، مشيرًا إلى أن القنصل أدلى بعدة تصريحات غير لائقة في السابق.
وردت وزارة الخارجية الصينية مدافعةً عن دبلوماسيها، ووصفت منشوره بأنه «رد شخصي» على تصريحات تاكايشي “الخاطئة والخطيرة” بشأن تايوان، ودعت المتحدثة لين جيان اليابان إلى «التفكير في مسؤولياتها التاريخية».
وفي تايبيه، أدانت المتحدثة باسم الرئاسة كارين كوو التصريح، معتبرة أنه «يتجاوز بوضوح حدود اللياقة الدبلوماسية»، مضيفة أن تايوان تأخذ على محمل الجد أي تهديدات تصدر عن مسؤولين صينيين تجاه اليابان.
من جهته، علّق السفير الأميركي لدى اليابان جورج غلاس على الحادثة عبر منصة X قائلاً إن منشور القنصل الصيني «يشكل تهديدًا مباشرًا ضد تاكايشي والشعب الياباني»، مضيفًا: «القناع يسقط — مرة أخرى».
ومنذ توليها منصبها قبل أقل من شهر، تبنّت تاكايشي لهجة أكثر صرامة تجاه بكين. وقد أثارت غضب الصين مطلع الشهر بنشر صورة تجمعها بممثل تايوان خلال قمة إقليمية في سيول، رغم أنها أجرت أيضًا محادثات مع الرئيس شي جين بينغ اتفق فيها الجانبان على السعي إلى “علاقات بنّاءة ومستقرة”.
وحاولت رئيسة الوزراء تهدئة الموقف يوم الإثنين، قائلة إن تصريحاتها السابقة كانت «افتراضية»، وتعهدت بتجنّب مواقف مشابهة داخل البرلمان.
تأتي الأزمة في وقت تسرّع فيه طوكيو تعزيز دفاعها بالتنسيق مع الولايات المتحدة لردع التوسع العسكري الصيني في شرق آسيا. وكان الرئيس دونالد ترامب قد قال الأسبوع الماضي إن شي جين بينغ طمأنه بأن الصين لن تغزو تايوان “طالما هو في السلطة”، رغم أن واشنطن لم توافق بعد على صفقات أسلحة جديدة لتايبيه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.






