واشنطن – (رياليست عربي): يستعد المستثمرون الأميركيون الذين استفادوا خلال الأشهر الماضية من العوائد المرتفعة على السيولة المودعة في صناديق أسواق المال وحسابات التوفير ذات العائد المرتفع لمواجهة نقطة تحول مع اقتراب الاحتياطي الفيدرالي من بدء دورة خفض أسعار الفائدة.
ووفقاً لبيانات شركة Crane Data، بلغت أصول صناديق أسواق المال مستوى قياسياً عند 7.6 تريليون دولار، مانحة عوائد خالية من المخاطر تجاوزت 4% سنوياً. لكن خفض الفائدة المرتقب الأسبوع المقبل، والذي قد يصل إلى 50 نقطة أساس، سيؤدي تدريجياً إلى تآكل هذه العوائد، ما يثير تساؤلات حول إمكانية انتقال المستثمرين إلى أصول أكثر خطورة.
في “وول ستريت”، عاد الحديث عن نظرية “جدار السيولة”، والتي تفترض أن خفض الفائدة قد يطلق موجة تدفقات ضخمة نحو الأسهم ويحفّز موجة صعود جديدة. غير أن منتقدين يرون أن هذه الفرضية “دُحضت بقدر ما طُرحت”.
وقال بيتر كرين، رئيس Crane Data: «الفائدة مهمة، لكن أقل بكثير مما يظنه الكثيرون»، مشيراً إلى أن أصول صناديق أسواق المال تراجعت بشكل ملموس فقط خلال أزمات اقتصادية كبرى، عندما خُفضت الفائدة إلى الصفر بعد أزمة الإنترنت والأزمة المالية العالمية.
ويأتي هذا التحول في السياسة النقدية وسط مؤشرات ضعف في سوق العمل وبقاء التضخم عند مستويات مرتفعة نسبياً، ما يضع الفيدرالي تحت ضغط لاتخاذ خطوة استباقية قبل ارتفاع البطالة. وقالت شيلي أنطونوفيتش، كبيرة الاقتصاديين في معهد شركات الاستثمار: «بيانات التوظيف حسمت الموقف لصالح خفض الفائدة»، مؤكدة أن القرارات المستقبلية ستظل مرتبطة بالمعطيات الاقتصادية.
وبينما يتوقع بعض المحللين إعادة توزيع تدريجية نحو الأسهم والسندات مع تراجع العوائد، فإن الغالبية العظمى من الأصول — نحو 60% منها مؤسسية — من المرجح أن تبقى مستقرة. وقدّر كرين أن 10% فقط قد تتحرك، وهي نسبة غير كافية لتغيير مسار الأسواق.
حتى مع تراجع العوائد إلى حدود 3%، ستظل صناديق أسواق المال أكثر جذباً من معظم الودائع المصرفية التي تقدم نحو 0.5% فقط. وقال كرين: «هذه التريليونات السبعة لن تتراجع بل ستواصل الارتفاع».
ويطرح الاستراتيجيون بدائل للمستثمرين الباحثين عن خيارات أخرى، مثل صناديق المؤشرات المرتبطة بسندات الخزانة الأميركية (Treasury ETFs)، أو منتجات “سلال السندات” لإدارة مخاطر الآجال، أو التعرض الانتقائي للأسهم خارج قطاع التكنولوجيا المهيمن. لكن كما أشار تود سون من Strategas Asset Management: «الأمر يعتمد على شهية المخاطرة — ربما يفضل البعض ببساطة الإبقاء على السيولة حيث هي».