لندن – (رياليست عربي): يستعد الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي سام ألتمان ورئيس شركة إنفيديا جنسن هوانغ للإعلان عن اتفاق استثماري كبير في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة الأسبوع المقبل، وذلك بالتزامن مع الزيارة الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الاتفاق يهدف إلى دعم مشاريع ضخمة لبناء مراكز بيانات جديدة قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، في إطار موجة من الاستثمارات الدولية هذا العام لتطوير بنى تحتية “سيادية” للذكاء الاصطناعي في الدول الحليفة للولايات المتحدة.
المخطط ينص على أن توفر الحكومة البريطانية الطاقة اللازمة للمشروع، فيما تقدم أوبن إيه آي أدواتها وتقنياتها، وتزود إنفيديا الرقائق الإلكترونية التي تشغّل النماذج الذكية. ولم تُحسم بعد جميع تفاصيل المشروع بشكل نهائي.
ارتفاع الطلب على شرائح إنفيديا من جانب الحكومات الوطنية يعكس اتجاهاً جديداً؛ إذ توقعت الشركة في أغسطس أن تولد هذه الاتفاقات أكثر من 20 مليار دولار من العائدات عام 2025. وقد تبنّت حكومات من أوروبا إلى آسيا طرح هوانغ بأن تطوير البنى التحتية الوطنية والتحكم في البيانات بشكل مستقل عن عمالقة التقنية الأميركيين مثل مايكروسوفت وأمازون أمر أساسي لتحقيق الفوائد الاقتصادية للتكنولوجيا.
في مايو الماضي، رافق هوانغ وألتمان ترامب في جولة خليجية شهدت التزام السعودية والإمارات بضخ مليارات الدولارات عبر شراكات عامة-خاصة لتحويل المنطقة إلى مركز إقليمي للحوسبة الذكية. كما أطلق الاتحاد الأوروبي في وقت سابق هذا العام صندوقاً بقيمة 20 مليار يورو لتعبئة استثمارات تصل إلى 200 مليار يورو في “مصانع عملاقة” للذكاء الاصطناعي.
وكان هوانغ قد التقى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في يونيو، حيث تعهدت لندن برصد مليار جنيه إسترليني إضافي لتوسيع قدراتها في الحوسبة الذكية، فيما حذّر هوانغ آنذاك من أن بريطانيا تفتقر إلى البنية الرقمية الكافية لمنافسة القوى الكبرى.
يُذكر أن ألتمان وهوانغ قد عززا أيضاً علاقاتهما مع ترامب؛ ففي يناير أعلن ألتمان من البيت الأبيض عن مشروع “ستارغيت” باستثمارات قدرها 500 مليار دولار لبناء مراكز بيانات ضخمة، وصفه ترامب بأنه ركيزة لتكريس الريادة الأميركية في الذكاء الاصطناعي. ويضم المشروع شركاء مثل “سوفت بنك” و”أوراكل” وصندوق MGX السيادي الإماراتي.
صحيفة “فايننشال تايمز” كانت قد كشفت في أبريل عن محادثات لاستثمار أوبن إيه آي في مراكز بيانات بريطانية، بينما ذكرت “بلومبرغ” أن الإعلان الرسمي عن الاتفاق مع إنفيديا سيجري الأسبوع المقبل.