سالت لايك سيتي – (رياليست عربي): أعلنت السلطات الأميركية أن الناشط المحافظ وأحد مؤسسي منظمة “Turning Point USA” تشارلي كيرك قُتل بالرصاص مساء الأربعاء خلال فعالية في جامعة يوتا فالي، في هجوم وصفته الشرطة بأنه “استهداف سياسي مباشر”. وأكدت أن مطلق النار لا يزال طليقاً.
حاكم ولاية يوتا، سبنسر كوكس، ندد بالهجوم واصفاً إياه بـ”الاغتيال السياسي”، مضيفاً: “إنه يوم مظلم لولايتنا ويوم مأساوي لبلادنا”، متعهداً بتقديم الجاني للعدالة.
وأوضح بيو ماسون، مفوض إدارة السلامة العامة في الولاية، أن القاتل أطلق رصاصة واحدة من سطح مبنى مجاور بينما كان كيرك يجيب عن سؤال حول حوادث إطلاق النار الجماعي. وأظهرت تسجيلات متداولة انهياره وهو ينزف من رقبته وسط صرخات الحاضرين الذين هرعوا للفرار. وتم نقله بسيارة خاصة إلى مستشفى تيمبانوجوس الإقليمي، حيث أُعلن وفاته.
وشارك نحو 3 آلاف شخص في الفعالية التي وُصفت بأنها انطلاقة جولة كيرك الجديدة تحت شعار “العودة الأميركية”. وتواجد في المكان ستة من عناصر شرطة الجامعة إلى جانب حراسة خاصة ترافقه.
الشرطة احتجزت شخصين في وقت سابق من اليوم لكنها أفرجت عنهما بعد تبرئتهما من التورط، وأكدت مساء الأربعاء أنها تبحث عن شخص آخر كموضع اهتمام في التحقيق. ولم تُعلن السلطات عن الدافع، لكنها أقرت بأن الجريمة تعكس تصاعد التهديدات المرتبطة بالعنف السياسي في الولايات المتحدة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب نعى كيرك في كلمة متلفزة من المكتب البيضاوي، واصفاً إياه بأنه “شهيد من أجل الحقيقة والحرية”، محمّلاً ما سماه “خطاب اليسار الراديكالي” مسؤولية تأجيج مناخ العنف السياسي. وأمر بتنكس الأعلام في عموم البلاد.
الهجوم أثار إدانات واسعة من مختلف الأطياف السياسية. حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم وصفه بأنه “مقزز وشنيع ومرفوض”. أما النائبة السابقة غابرييل غيفوردز، التي نجت من محاولة اغتيال عام 2011، فقالت إن مقتل كيرك “يحطم القلب”، مقدمة تعازيها لعائلته.
كيرك، البالغ 31 عاماً، أسس منظمة “Turning Point USA” عام 2012، وبرز كأحد أبرز حلفاء ترامب، حيث لعب دوراً محورياً في حشد الشباب المحافظين، وشارك بانتظام في مؤتمرات الجمهوريين ووسائل الإعلام.
جامعة يوتا فالي أُغلقت وأُخلي حرمها بعد الهجوم، وأُوقفت الدروس إلى أجل غير مسمى بينما كثفت الشرطة عمليات البحث في الأحياء المجاورة ونشرت صوراً لشخص مشتبه به.
ويأتي اغتيال كيرك ضمن سلسلة من الهجمات ذات الدوافع السياسية في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، من بينها مقتل نائب في مينيسوتا في يونيو الماضي، وهجوم حريق استهدف مقر إقامة حاكم بنسلفانيا في أبريل، ومحاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي العام الماضي.