واشنطن – (رياليست عربي): أشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أن قاعدة إيلسون الجوية السابقة في ألاسكا قد تكون الموقع المرشح لاستضافة القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتأتي هذه الأنباء في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين البلدين توتراً غير مسبوق، مع تصاعد حدة المواجهات في ملفات متنوعة تتراوح بين الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية والسباق التسلحي.
تم اختيار هذه القاعدة الاستراتيجية الواقعة على بعد 26 ميلاً جنوبي مدينة فيربانكس لعدة اعتبارات دقيقة. أولاً، موقعها الجغرافي الفريد بين القوتين العظميين يمنحها رمزية خاصة، حيث تقع على مسافة متساوية تقريباً من موسكو وواشنطن. ثانياً، البنية التحتية الأمنية المتطورة للقاعدة التي تم تحويلها حديثاً إلى مركز دبلوماسي، توفر بيئة آمنة ومنعزلة للمحادثات الحساسة. ثالثاً، تاريخ المنطقة في استضافة اللقاءات الثنائية، بما في ذلك المحادثات الشهيرة بين بيكر وشيفرنادزه خلال الحرب الباردة.
من المنتظر أن تشمل أجندة القمة مجموعة من الملفات الشائكة التي تشكل نقاط خلاف بين الجانبين. يأتي في مقدمتها الملف النووي، حيث تسعى واشنطن إلى فرض قيود جديدة على الترسانة النووية الروسية، بينما تريد موسكو ربط أي اتفاق برفع العقوبات ووقف التوسع الشرقي لحلف الناتو. كما سيحتل الملف الأوكراني مساحة كبيرة من النقاشات، مع تباين واضح في الرؤى حول مستقبل دونباس ومسألة انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي.
على الصعيد الاقتصادي، من المتوقع أن تطرح واشنطن قضية العلاقات الروسية الصينية وسبل الحد من التعاون الاستراتيجي بينهما، بينما ستصر موسكو على مناقشة رفع العقوبات التي تعيق وصول الشركات الروسية إلى التكنولوجيا الغربية. كما أن ملفات الطاقة وخطوط أنابيب الغاز ستكون حاضرة بقوة، خاصة في ظل الأزمة الأوروبية الأخيرة في هذا القطاع.
المحللون السياسيون ينقسمون حول توقعاتهم لنتائج هذه القمة. فريق يرى أنها قد تشكل منعطفاً تاريخياً في مسار العلاقات الثنائية، مع إمكانية التوصل إلى تفاهمات جزئية على الأقل في بعض الملفات. بينما يحذر فريق آخر من أنها قد تتحول إلى ساحة جديدة للمواجهة، خاصة في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الدولية. وفي كل الأحوال، فإن العالم سيراقب هذا اللقاء عن كثب، حيث أن نتائجه قد تحدد ملامح النظام الدولي للسنوات القادمة.