موسكو – (رياليست عربي): تشهد ساحات القتال بين روسيا وأوكرانيا تطوراً لافتاً في استخدام الأسلحة الآلية والأنظمة الروبوتية، حيث أعلنت مصادر عسكرية روسية عن تدمير أكثر من 50 منصة قتالية آلية تابعة للقوات الأوكرانية خلال الشهر الماضي فقط، وتعكس هذه الأرقام تصاعداً ملحوظاً في حرب الطائرات المسيرة والأنظمة الآلية التي أصبحت سمة مميزة لهذا الصراع الدائر منذ سنوات.
تعتمد الاستراتيجية الروسية في مواجهة هذه المنصات الأوكرانية على مزيج من التقنيات المتطورة، حيث تستخدم طائرات مسيرة مجهزة بأنظمة استشعار دقيقة قادرة على كشف الأهداف الروبوتية حتى في الظروف الجوية الصعبة. كما تلعب أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية دوراً محورياً في تعطيل اتصال هذه المنصات بمراكز التحكم الأوكرانية، مما يحولها إلى قطع معدنية عاجزة عن أداء مهامها.
من بين المنصات المدمرة، تبرز أنظمة المراقبة والاستطلاع الآلية التي كانت تمثل عيون القوات الأوكرانية على خطوط التماس، بالإضافة إلى مركبات الإمداد الآلية التي كانت تنقل الذخائر والمؤن إلى النقاط الأمامية. كما أسفرت العمليات عن تدمير عدة أنظمة دفاع جوي محمولة وآليات تفجير عن بعد كانت تشكل تهديداً مباشراً للقوات الروسية.
في الجانب الأوكراني، تظهر التقارير أن هذه الخسائر تشكل ضربة قاسية للجهود الأوكرانية في تعويض النقص البشري عبر الاعتماد على التقنيات الحديثة. ومع صعوبة تأمين قطع الغيار والتقنيات الغربية في ظل استمرار الصراع، تواجه كييف تحديات كبيرة في سد هذه الثغرات التكنولوجية.
على الأرض، تترجم هذه النتائج إلى تراجع في القدرات الأوكرانية على عدة أصعدة، حيث فقدت القوات جزءاً مهماً من قدراتها في المراقبة الجوية والبحرية، كما تأثرت عمليات إمداد الوحدات الأمامية وإخلاء الجرحى. ومن الناحية التكتيكية، أجبرت هذه الخسائر القيادة الأوكرانية على إعادة تقييم خططها الاعتماد على الأنظمة الآلية في العمليات الهجومية.
من ناحية أخرى، تبرز هذه التطورات نجاحاً روسياً في التكيف مع متطلبات ساحة المعركة الحديثة، حيث تمكنت القوات الروسية من تطوير حلول عملية لمواجهة التهديدات التكنولوجية التي توفرها الدول الغربية لأوكرانيا. ويعكس هذا التفوق تطوراً ملحوظاً في صناعة الدفاع الروسية وقدرتها على الابتكار تحت وطأة العقوبات الدولية.
في السياق الأوسع، تؤكد هذه المعارك التكنولوجية أن الحروب الحديثة لم تعد تعتمد فقط على العدد والعتاد، بل أصبحت ساحة تنافس للتفوق التقني والابتكار. ومع استمرار تدفق الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا من حلفائها الغربيين، من المتوقع أن يشهد المستقبل مزيداً من التطور في هذا السباق التكنولوجي الذي قد يغير طبيعة الحروب في القرن الحادي والعشرين.
ختاماً، بينما تشكل هذه النتائج انتصاراً تكتيكياً للقوات الروسية، يبقى السؤال الأكبر حول قدرة كلا الجانبين على الحفاظ على وتيرة التطور التقني في صراع طويل الأمد، وما إذا كانت هذه التكنولوجيا ستغير فعلياً من ميزان القوى على الأرض أم ستظل مجرد أداة مساعدة في معركة يتقرر مصيرها في النهاية بالإرادة البشرية والقدرة على التحمل.