باريس – (رياليست عربي): لم تكن علاقات كل من فرنسا وتركيا على وفاق في كثير من الأحيان، ولطالما ظهرت فرنسا كرأس حربة أوروبي في مواجهة المواقف التركية، التي يصفاه مراقبون بأنها توسعية تبحث عن حصد أربح عبر استغلال بعض الظروف الإقليمية والدولية.
لكن التواصل والتنسيق شر لا بد منه بين الدولتين وخصوصاً باريس التي ترى في أنقرة تهديداً لأمن ومصالح القارة العجوز، وفق تعبيرات أحد الكتاب، فقد ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، موضوع انضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في اتصال هاتفي.
وفقاً لبيان إعلامي صادر عن قصر الإليزيه عن الاتصال، فإن ماكرون أصر على “ضرورة احترام القرارات السيادية لهاتين الدولتين”، والذي قال إنهما جاء نتيجة “لعملية ديمقراطية” و”رد فعل على تطور البيئة الأمنية لدى الدولتين”.
بالمقابل، أبدى أردوغان معارضته لانضمام الدولتين للحلف العسكري، مشيرا إلى أنهما تحتضنان “مجموعات إرهابية” كردية ما سيمنعهما من الانضمام للناتو.
وقال الرئيس التكري لماكرون إن “علاقات السويد وفنلندا مع الأفراد وما يُسمى بالمنظمات التي تخضع لسيطرة مجموعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية لن يتسق مع روح حلف شمال الأطلسي”، حسبما نشر مكتب الاتصال الحكومي التركي عن الاتصال.
وناقش الرئيسان أيضا أزمة الأمن الغذائي وركزا بالتحديد على “الحاجة الملحة لتمكين أوكرانيا من تصدير قمحها”، وفقاً للإليزيه.
في سياق متصل اعتبرت مصادر صحفية في باريس بأن أردوغان يريد استغلال الظرف السياسي الناشيء، والمتمثل برغبة السويد وفنلندا الانضمام للناتو، وإطلاق واشنطن وعداً بتسريع انضمامها للحلف، حيث لوحت أنقرة بفيتو على الانضمام إذا لم يتحقق شرط واحد، هو التخلي عن الجماعات الكردية التي تربطها قنوات اتصال وتعاون مع هاتين الدولتين.
يُذكر أن رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون قالت بأن بلادها لا ترسل أموالاً إلى منظمات إرهابية رداً على مزاعم قالها الرئيس التركي ، في تصريحات سابقة، خلال إعلانه رفض انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.