بيروت – (رياليست عربي): تمثل الخسائر التي مُني بها حلفاء إيران في الانتخابات العامة اللبنانية بالنسبة للسعودية خبراً سارّاً، نادراً ما يأتي من بلد يتعاظم فيه دور طهران منذ زمن طويل، ويمكن أن يصب في مصلحة الرياض في صراع إقليمي على النفوذ، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وتُعتبر النتائج الحالية للانتخابات النيابية، نتيجة طبيعية لبلد مزقته الصراعات الطائفية، والتخندق المذهبي والحزبي، والولاءات للزعماء، على غرار العراق ما بعد 2003، وكل الآمال المبنية على تحقيق تقدم إن كان في هذا الانتخابات او ما سيليها، لن تتحقق، طالما العقلية الاساسية مقتنعة بأن التخندق الولاءي هو الحل، بالتالي، يشكل تراجع هيمنة الحزب الأقوى في لبنان، لجهة امتلاكه القاعدة الشعبية، والتمويل العسكري والبشري، ضربة قوية في ضوء، تلذذ خصومه بهذه النتائج، بدءاً بإسرائيل وليس انتهاءً بالسعودية.
فخسارة حزب الله للأغلبية البرلمانية التي حققها هو وحلفاؤه في عام 2018 ردة إلى الوراء وانتكاسة للجماعة المدججة بالسلاح والقوة المهيمنة في لبنان منذ سنوات بدعم قوي من إيران الشيعية، وقد تصبح هذه الخسارة هدية للسعودية التي يغلب عليها السنّة، إذ تتيح لها فرصا جديدة لإعادة توطيد النفوذ في بيروت، بعدما نفضت يدها من لبنان وابتعدت عنه إلى حد بعيد بعد أن أنفقت المليارات لكسب النفوذ، ولم تر شيئاً سوى صعود حزب الله وتوسع نفوذ إيران الإقليمي عبر وكلاء آخرين أكثر قرباً، بما في ذلك في اليمن والعراق.
ووسط مؤشرات على تجدد الاهتمام السعودي بلبنان، يعتقد محللون أن الرياض ستناور بحذر بدلاً من العودة بالكامل إلى بلد لا يزال حزب الله، أقوى فصيل فيه ويملك أسلحة يتفوق بها على الجيش الوطني نفسه.
وقال السفير السعودي في لبنان وليد بخاري إن النتائج “تؤكد حتمية تغليب منطق الدولة على عبثية فوائض الدويلة المعطلة للحياة السياسية والاستقرار في لبنان” في إشارة إلى حزب الله.
بالتالي، مع انقسام البرلمان، فإن هذه النتيجة تجعل من الصعب على حزب الله وحلفائه توجيه جدول أعمال تشريعي يتضمن انتخاب رئيس يخلف الرئيس ميشال عون، وهو مسيحي متحالف مع حزب الله، في وقت لاحق من هذا العام.