بيروت – (رياليست عربي): قام لبنانيون في دول الاغتراب، بداية من الجمعة حتى الأحد، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها داخل البلاد في منتصف الشهر الحالي، في استحقاق لا يتوقع محللون أن يغير في المشهد السياسي العام في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق، وهي المرة الثانية التي يتاح فيها للمغتربين المخولين الاقتراع المشاركة في انتخاب أعضاء البرلمان الـ 128.
وبحسب بيانات الخارجية اللبنانية، فإن أكثر من 225 ألف ناخب سجلوا أسماءهم، مقارنة بـ50 ألف مغترب أدلوا بأصواتهم في انتخابات عام 2018، من إجمالي قرابة تسعين ألفا سجلوا أسماءهم، ورغم ارتفاع في عدد المغتربين المسجلين مقارنة مع الانتخابات الماضية، إلا أن الرقم يعتبر ضئيلاً جداً بالمقارنة مع وجود ملايين اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم.
ويتضح في هذا السياق، بحسب متابعين، أن من سجلوا والبالغين 225 ألف ناخب في الاقتراع للمغتربين، مقارنة ببيانات سابقة للمغتربين في العالم، وفي دول لا يتم في سفارة لبنان بها تفعيل الاقتراع، يقدرون بـ 10 % فقط كمصوتين ممن يجب أن يكون لهم حق الاقتراع.
ويظهر في هذا الصدد، تأكيد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أن هناك جريمة كبيرة ترتكب بحق المغتربين في الخارج لجهة عرقلة اقتراعهم في الاستحقاق النيابي المقبل من قبل وزارة الخارجية والمغتربين، معتبراً أن “الخارجية” تسعى بشتى الوسائل عرقلة اقتراع المغتربين بدل تسهيلها، متوقفاً عند عراقيل ثلاث تتحمل مسؤوليتها الوزارة بشكل مباشر، فالمشكلة الأولى تكمن في توزيع الناخبين على مراكز الاقتراع، إذ في كل دول العالم، هناك مراكز مختلفة توزع وزارة الخارجية الناخبين عليها، فهي الجهة المسؤولة عن هذا الموضوع وليس وزارة الداخلية أو أي إدارة رسمية أخرى، وبدل أن تقسم المغتربين وفق المراكز الأقرب إلى أماكن سكنهم، اعتمدت عكس ذلك تماماً، ووزعتها على المراكز الأبعد عنهم، فوردت أسماء أبناء البلدة الواحدة وحتى أفراد البيت الواحد في مراكز مختلفة.
وأوضح “جعجع” أن “القوات” تواصلت مع المرجعيات المعنية لمعرفة الحيثيات فتبين أنها مرتبطة بشكل مباشر بوزارة الخارجية، إذ كان جواب وزيرها عبدالله بو حبيب، أنه تم اعتماد تقسيم الناخبين وفق الـZipcode، مع العلم أن هذه الطريقة ليست معياراً صحيحاً يستخدم خارج لبنان بل يجب اعتماد أرقام السجلات، لأن أبناء البلدة الواحدة في بلاد الانتشار لديهم أكثر من Zipcode، مشيراً إلى ضياع أكثر من 50 % من أصوات الناخبين، في ظل قيام الوزارة بسماح الاقتراع عبر رابط سينشر على موقع القنصلية أو السفارة يخول المقترع على الاطلاع ومعرفة التفاصيل حول قلم اقتراعه، معتبراً أن هذه الوسيلة “ستطير” 50% من مشاركة الناخبين.
ويرغب المغترب اللبناني يريد أن يساهم في تغيير أوضاع بلاده على الرغم من حياته في المهجر، لذلك سجل نحو 225 ألف مغترب لبناني، أسماءهم للاقتراع في الانتخابات النيابية المزمع عقدها في مارس/ آذار، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في بيروت، مقارنة بـ 50 ألف في انتخابات عام 2018.
ويدين الجزء الأكبر من المغتربين اللبنانيين في شتى أنحاء العالم بالمسيحية المارونية، وكان قد نشر “رياليست” في وقت سابق، استطلاع لمركز دراسات لبناني، تم إلكترونياً مع مغتربين في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا وكندا ودول خليجية، يشير إلى ارتفاع حظوظ حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه الدكتور سمير جعجع، في الانتخابات النيابية المقبلة، ويرجع مغتربين لبنانيين شاركوا بالاستطلاع هذا الاختيار، إلى رفضهم انهيار الدولة اللبنانية التي باتت مؤسساتها الرسمية والعسكرية هي الحلقة الأضعف وسط تصاعد هيمنة نفوذ سلاح حزب الله، والانهيار الاقتصادي الذي لم يشهده لبنان طوال تاريخه، وخراب البنية التحتية والمرافق، وما يعانيه المواطن اللبناني من أوضاع هي الأسوأ، وابتعاد الدعم العربي عن لبنان وخروج الاستثمارات منه.
ويصل عدد المغتربين اللبنانيين في العالم 15 مليون بحسب تقديرات رسمية ترجع إلى عام 2009، ولكن هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى وصولهم إلى 20 مليون، منهم في البرازيل 7 ملايين بحسب تقديرات في سبتمبر 2015، الأرجنتين 1.5 مليون في يونيو 2007، كولومبيا 700 ألف في يوليو 2011، الولايات المتحدة الأمريكية 500 ألف في أغسطس 2019، المكسيك 400 ألف في فبراير 2015، فنزويلا 340 ألف في مارس 2019، السعودية 300 ألف في أبريل 2020، كندا 250 ألف في أبريل 2013، فرنسا 225 ألف في مارس 2018، استراليا 210 ألف في يوليو 2014، الدومينيكان 80 ألف في أغسطس 2012 ، وفي الأمارات 90 ألف في أكتوبر 2014 ، الاوروغواي 70 ألف في يناير 2009، المانيا 50 ألف في أبريل 2019، وهي أعداد مسجلة بشكل رسمي في تلك البلدان مع التواريخ المدرجة بها.