بغداد – (رياليست عربي): حذر قادة العراق، الثلاثاء، من تداعيات استفحال الأزمة السياسية في البلاد، التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة عقب الانتخابات الأخيرة، التي جرت قبل أشهر، بينما أشار خبراء إلى التداعيات الخطيرة التي قد تنطوي على إعادة الانتخابات، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
وأكد الرئيس العراقي، برهم صالح أن الانسداد السياسي الراهن “بات أمراً مقلقاً”، وقال: “إن حالة الانسداد السياسي في إنجاز الاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة بعد 5 أشهر على الانتخابات بات أمراً مقلقاً وغير مقبول، ويؤدي لو استمر لانزلاق البلد في أتون متاهات خطيرة”، وذلك أثناء احتفالية عقدت في العاصمة العراقية بغداد.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي أن الشعب العراقي قلق من الانسداد السياسي، مؤكداً ضرورة الاعتراف في الأزمة السياسية، وتابع، “نعترف أننا نعيش اليوم أزمة سياسية ونجتهد في إيجاد الحلول وأحياناً نجتهد في ابتكار العوائق والانسدادات، وعلينا أن نعترف كذلك أن شعبنا قلق من نتائج الانسداد السياسي بما يعرقل مسار حياته، فالشعب أوفى بعهده تجاه الدولة”.
وهذا الوضع يبدو أنه يضع العراق أمام مستقبل قاتم بعض الشيء في ضوء الأزمة السياسية التي أقصت أحزاب على حساب أحزاب أخرى، دون مراعاة للقاعدة الشعبية التي لن تدفع ثمن تجاذبات سياسية محلية وإقليمية ودولية على أراضيها.
الآن يدور الخلاف حول أحقية أي طرف باختيار شخصية رئيس الوزراء، فضلاً عن الخلاف بين الصدر وزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، الذي ينتمي إلى الإطار التنسيقي، لكن تحالف “إنقاذ الوطن”، المتشكل من الصدر، والحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف “السيادة”، يسعى إلى تأليف حكومة أغلبية سياسية، تتحمل المسؤولية، فيما يأخذ الآخرون دور المعارضة.
وما عاق هذا المسار، هو عدم تمكن هذا التحالف من اختيار رئيس جديد للجمهورية، بسبب حاجته إلى نحو 20 مقعداً نيابياً آخر، في الجلستين اللتين عُقدتها الشهر الماضي، ومطلع أبريل/ نيسان الجاري.
وفي غمرة هذا الجدل المتسارع، بدا سيناريو إعادة الانتخابات أحد الحلول المعقولة بالنسبة للكتل السياسية، فيما رأى مراقبون أن التلويح بتلك الورقة يأتي للضغط على النواب المستقلين، الذين يخشون من خسارة مقاعدهم في حال إعادة الانتخابات، محذرين من تداعيات اللجوء إليه.