الرباط – (رياليست عربي): قال القصر الملكي المغربي إن الملك محمد السادس سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث يوم الخميس في الرباط مع سعي الدولتين إلى تسوية خلاف دبلوماسي اندلع العام الماضي، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
العلاقات المغربية – الإسبانية عادت لسابق عهدها بعد التوترات الأخيرة التي وصلت إلى حد سحب الدبلوماسيين المغاربة من مدريد، على خلفي ملف الصحراء الغربية، وهذه الزيارة ستعكس المرحلة القادمة للعلاقات بين الجانبين، وهذا من جهة.
من جهة أخرى، الحرب الروسية – الأوكرانية، لا شك بأنها ألقت بكوارث على أوروبا خاصة من الناحية الاقتصادية، لنجد أن هناك توجهاً ربياً واضحاً باتجاه الطاقة والبحث عن مصادر بديلة لروسيا في كافة الاتجاهات، ولعل أحد أسباب هذه الزيارة سيركز على هذه الجزئية أيضاً، خاصة وأن إسبانيا هي الشريك التجاري الرئيسي للمغرب، ويعمل البلدان معاً بخصوص قضايا بينها الهجرة والطاقة ومكافحة التطرف.
وتحسنت العلاقات بين البلدين بعد أن أعلنت إسبانيا الشهر الماضي دعمها لخطة المغرب للحكم الذاتي باعتبارها “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لتسوية النزاع” حول الصحراء الغربية، حيث عكست تلك اللغة تحولاً في سياسة إسبانيا لصالح مطالبة المغرب بالسيادة على الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة يعتبرها المغرب جزءاً منه لكن جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تسعى لإقامة دولة مستقلة عليها.
وعلى خلفية احتضان مدريد لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، لتلقي العلاج الطبي بها. وقال المغرب إن إسبانيا لم تبلغه، حيث حذرت الرباط من أنه إذا غادر غالي إسبانيا دون محاكمة فقد تقطع العلاقات الدبلوماسية معها. ويواجه غالي اتهامات فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وكان رد المغرب في أن خففت سيطرتها الحدودية مع سبتة، وهو جيب إسباني في شمال المغرب، مما أدى إلى تدفق ما لا يقل عن ثمانية آلاف مهاجر، عاد معظمهم في وقت لاحق.
بالتالي، هذه الأزمة هي أزمة مد وجزر بين المغرب من جهة، وبين الجزائر وجبهة البوليساريو من جهة أخرى في ظل رفض الرباط لإجراء استفتاء من أجل الاستقلال والذذي تنصلت منه الأمم المتحدة ودعت إلى حل الخلاف بالتراضي بين الأفرقاء.