الخرطوم – (رياليست عربي): جدد السودانيون تظاهراتهم في العاصمة السودانية الخرطوم، للمطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وإزاحة العسكر عن حكم البلاد.
ورفع آلاف المحتجون في السودان، شعار “كلنا معكم” في إشارة منهم، إلى أن الآباء والأمهات قرروا الوقوف إلى جانب الشباب السوداني الذين قرروا الانخراط في الاحتجاجات ضد قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان وحكمه العسكري، كما رفع المتظاهرون صوراً لعدد من ضحايا الاحتجاجات الذين سقطوا برصاص الجيش السوداني خلال المظاهرات الفائتة.
ودعا المتظاهرون إلى ضرورة محاسبة قتلة الشباب وضحايا الاحتجاجات، بينما قالت إحدى المتظاهرات، في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس: “نتظاهر اليوم لنقول لأبنائنا وبناتنا إنهم ليسوا وحدهم وللسلطات عليها التوقف عن قتل أولادنا”.
وشارك متظاهرون من كبار السن في الاحتجاجات مؤخراً، وبعضهم تجاوز السبعين من عمره، وذلك بهدف دعم الشباب في ثورتهم، والمطالبة بوقف أعمال قتلهم التي تمارسها السلطات السودانية العسكرية.
وقالت لجنة أطباء السودان، في بيان لها إنها وثقت مقتل 83 متظاهراً حتى يوم السبت 26 فبراير/ شباط الجاري، وذلك منذ بدء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ انقلاب البرهان على حكومة عبد الله حمدوك المستقيلة، نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الفائت.
وحاولت السلطات السودانية امتصاص الموقف، حيث قام النائب العام في السودان بتشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المحتجون خلال المظاهرات، إلا أن السودانيون يقللون من تأثير تلك الخطوة، خصوصاً أن الإعلان عنها ليس جديداً ولكنها لم تثمر أي نتائج تذكر.
ويرى مراقبون أن الأزمة السودانية ليست في طريقها للحل اليوم، خصوصاً أن الدول الغربية الكبرى صاحبة اليد في السودان، منشغلة اليوم في الحرب الروسية – الأوكرانية، التي تشكل الخطوة الأولى في إلغاء الهيمنة الأميركية العالمية، وهو ما يمكن أن ينعكس على الملف السوداني مستقبلاً.