موسكو – (رياليست عربي): رغم الحملات الإعلامية المنظمة التي شُنت مؤخراً ضد طهران وعلاقتها مع موسكو، لا سيما فيما يتعلق بالملف السوري، والمزاعم التي روجت لوجود خلاف حاد بين الجانبين فيما يخص دور كل منهما في سوريا، أتت زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى موسكو لتضع حداً لهذه الادعاءات وفق مراقبين.
لكن وبنفس الوقت لا تعكس الزيارة توضيحات كاملة عن رأب الصدع فيما بتعلق بالملف السوري، لجهة وجود بعض الخلافات التي قد تكون غير ظاهرة للعيان، لكنها موجودة، خاصة فيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سوريا، وانسحاب القوات الإيرانية من الجنوب السوري، لأن أهم أسباب زيادة الاعتداءات يرجع إلى التواجد العسكري الإيراني داخل سوريا.
مفاعيل تلك الزيارة لا تزال مستمرة، ولعل أبرزها ما أكده وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بأن تلك الزيارة حققت إنجازاً عظيماً للبلاد وفق تعبيره، لكن هذا من وجهة نظر عامة، ويتعلق بملفات أخرى بعيداً عن الملف السوري، وبالطبع الإنجازات التي تحدث عنها عبد اللهيان لها صلة بالاتفاق النووي، كما أن لموسكو نظرية أخرى، فمع الضغط الشديد عليها في الأزمة الأوكرانية من قبل الغرب، تعمل على إشهار بعض أسلحتها بزيادة التنسيق مع طهران.
المسؤول الإيراني قال أنه خلال المفاوضات الثنائية بين الجانبين الإيراني والروسي، تصرف السيد بوتين باحترام كامل وخاص، وتم اتخاذ القرارات اللازمة بشأن القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك، مضيفاً بأن الاتفاقيات والإنجازات والأجندة المتنوعة لرئيس الجمهورية في موسكو تظهر نجاح الزيارة التي تعد تأكيدا على الدبلوماسية النشطة للرئيس الإيراني.
ومع تقاطع المصالح الإيرانية – الروسية، وكذلك اشتراكهما في عدد كبير من الخصوم، كالأمريكيين والأوروبيين، تجد كل من موسكو وطهران أنه لا بد من تعاون أكبر بينهما في مختلف المجالات، وعلى رأسها المجالات الأمنية والعسكرية والتجارية.
فموسكو تُثار حولها عدة مشاكل، أوكرانيا وكازاخستان، وبداية التوترات بين طاجيكستان وقيرغستان، أما إيران فلديها تحديات هواجس الدول الخليجية ومصاعب المفاوضات النووية، والعمل الأمريكي المستمر والحثيث ضدها.
أما، ما الذي بحثه الرئيس الإيراني خلال زيارته لموسكو، وكيف ستستثمر الأخيرة هذه الزيارة في هذا التوقيت الحرج من عمر المنطقة والعالم، تزامناً مع التصعيد الغربي ضد روسيا؟ وهل سنشهد تعاوناً روسياً – إيرانياً في الملف العراقي، حيث تعمل واشنطن على تأليب القوى الشيعية ضد بعضها هناك بعد فوز الحلبوسي برئاسة البرلمان؟
وماذا عن الملف السوري وتوزيع الأدوار بين البلدين؟ لبنان الملف الشائك والصعب هو الآخر هل سيشهد تنامياً لدور روسي بمساعي إيرانية؟ لا سيما وأن طهران تواجه حملةً متنامية من قبل حلفاء الغرب في هذا البلد ضدها.
خاص وكالة رياليست.