واشنطن – (رياليست عربي): أكّد وزير الدفاع ورئيس الأركان الأميركيان، أنّ اندلاع نزاع بين موسكو وكييف “ليس أمراً حتمياً”، ولكن إذا حصل فإنّ كلفته البشرية ستكون “مروّعة”، طبقاً لوكالات أنباء.
هذا التصعيد الغربي وتحديداً الأميركي المبالع به، لا غاية منه إلا المحاولة لدفع روسيا لارتكاب الخطأ الذي يرسمونه منذ بداية الأزمة الأوكرانية، وكما خردت تصريحات تتحدث عم مد كييف بالعتاد الحربي ومن بينها مضادات الدبابات، لا بد لموسكو من حشد قواتها على الحدود تحسباً لأي طارئ قد يفتعله الغرب انطلاقاً من أوكرانيا، وهذا طالما أنه يحدث داخل أسوار كل دولة فهو أمر طبيعي.
وزير الدفاع ورئيس الأركان الأميركيان حذّرا من أن روسيا حشدت على حدودها مع أوكرانيا ما يكفي من القوات لاجتياح جارتها الموالية للغرب، بوصفهما حُماة كييف، وجاءت تلك التصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع لويد أوستن، قال رئيس الأركان الجنرال مارك ميلي.
وقالا: نّه “بالنظر إلى نوع القوات المنتشرة: قوات برية، مدفعية، صواريخ بالستية، سلاح الجو… يمكنكم تخيّل ما قد يبدو عليه الوضع في مناطق حضرية مكتظة بالسكّان”، متوقّعاً سقوط “عدد كبير من الضحايا” في حال اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا.
وشدّد رئيس الأركان، الذي نادراً ما يعقد مؤتمرات صحافية، على أنّ “الأمر سيكون مروّعاً، سيكون فظيعاً”، مؤكّداً أنّ حصول “هذا الأمر ليس ضرورياً. نحن نعتقد أنّ الحلّ دبلوماسي”.
هذه التصريحات يُراد منها شيطنة روسيا وتصويرها على أنها دولة معتدية، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سبق وأن كشف النوايا الغربية لجهة توتير الأوضاع بدلاً من التهدئة.
بدوره اعتبر وزير الدفاع أنّ اندلاع نزاع عسكري بين روسيا وأوكرانيا “ليس حتمياً”، وأضاف: “لا يزال هناك وقت ومجال للدبلوماسية”، مشدّداً على أنّه ليس هناك “أيّ مبرّر” ليفضي هذا الوضع بالضرورة الى نزاع عسكري.
وقال أوستن: “يستطيع السيد بوتين أيضاً أن يفعل ما ينبغي القيام به”، في إشارة الى الرئيس الروسي الذي ينفي أي نية لديه لاجتياح أوكرانيا، مع تأكيده أنّ بلاده مهدّدة بتوسّع محتمل لحلف شمال الأطلسي وبالدعم الغربي لكييف، وقال وزير الدفاع الأمريكي:”يمكن لبوتين اختيار وقف التصعيد. يمكنه أن يأمر قواته بالانسحاب”.
وتبدو الغاية من هذه التصريحات هي الطلب غير المباشر من روسيا بسحب قواتها العسكرية المرابطة على الحدود، وفتح باب التفاوض مجدداً، ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد حفظ ماء وجهها من خلال تراجع روسيا كي تحافظ على سمعتها خاصة أمام الدول الأوروبية، لأن الحرب خاسرة حتى مع احتمالية نشوبها الضعيفة.