أنقرة – (رياليست عربي): تسعى تركيا جاهدة، لإعادة علاقاتها الإقليمية، سواء مع الإمارات أو السعودية وحتى إسرائيل، وذلك في محاولة منها لإكساب حكومتها زخماً جديداً خصوصاً على المستوى الشعبي، بعد العداءات الكثيرة التي كونتها نتيجة سياساتها الخارجية.
يوم الجمعة أجرى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، للاطمئنان عليه بعد إصابة الوزير الإسرائيلي بفايروس كورونا، هذا الاتصال الهاتفي، يعتبر الأول من نوعه بين وزيري خارجية البلدين، منذ 13 عاماً، وكان آخر اتصال هاتفي بين وزيري خارجية إسرائيل ووزير خارجية تركيا، عام 2009 حين كانت وزير الخارجية الإسرائيلية حينها، تسيبي ليفني، قبل أن تسوء العلاقات على خلفية أحداث مرمرة عام 2010.
وسبق هذا الاتصال، إجراء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتصالات هاتفية بالرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، معزياً إياه بوفاة والدته، ويعتبر هذا الاتصال الثالث من نوعه بين رئيسي البلدين خلال أقل من عام، وسط تصريحات من أردوغان قال فيها، إن الرئيس الإسرائيلي ربما يزور أنقرة قريباً.
القطيعة التركية – الإسرائيلية، مستمرة منذ العام 2010، على خلفية الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان متجهاً إلى غزة حينها، وهو ما أدى إلى مقتل تسعة أتراك.
الرئيس التركي لم يخفِ رغبته باستئناف العلاقات مع إسرائيل، وسبق أن قال إنه يعمل على تعزيزها بهدف الربح المتبادل، لافتاً أنه يريد إحراز تقدم في العلاقة مع تل أبيب، وبأن أنقرة ستبذل ما في وسعها.
إمكانية إحداث تقارب بين أنقرة وتل أبيب، تمتلك اليوم فرصاً أكبر من ذي قبل، وتركيا التي أعادت علاقتها مع الإمارات، بدأت تتخذ نهجاً مختلفاً الهدف منه التخلص من أزماتها الاقتصادية، كما أن الظروف الإقليمية بشكل عام تساعد في دفع العلاقات بين البلدين.
أنقرة بتقاربها مع تل أبيب، تضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة تنجح بإحداث اختراق في تفكيك عملية التحالف التي تشكلت ضدها في الشرق الأوسط، ومن جهة ثانية فإن العلاقة مع إسرائيل تساعد في تهدئة حدة الخلاف مع الولايات المتحدة الأميركية.