نيويورك – (رياليست عربي): وصف فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا إلى الأمم المتحدة محاولة إعادة فتح معبر ثانٍ لسوريا من العراق لإيصال المساعدات الإنسانية بأنها غير مجدية، وقال إنه يناقش فحسب تمديداً محتملاً لتفويض من الأمم المتحدة لدخول المساعدات من خلال معبر مع تركيا، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ويتفاوض مجلس الأمن على مشروع قرار صاغت مسودته أيرلندا والنرويج يهدف إلى تفويض بإيصال المساعدات عبر معبرين أحدهما من تركيا والآخر من العراق، حيث شككت روسيا، التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) وهي حليف للرئيس السوري بشار الأسد، في أهمية عمليات الإغاثة عبر الحدود، وقالت إن المساعدات يمكن أن تصل لشمال سوريا من العاصمة دمشق.
إصرار غربي
يسعى الغرب اليوم إلى إحياء المعابر غير الشرعية في مناطق سيطرته في سوريا، خاصة على الحدود السورية مع العراق وتركيا والأردن، تحت بند إدخال مساعدات إنسانية إلى البلاد، في حين أن هناك معابر عدّة تقع تحت سيطرة الدولة السورية، لكن أصحاب المشروع الغربي لا يريدون لدمشق أن يكون لها دوراً في هذا الأمر.
ففي العام 2014، عندما استخدمت تلك المعابر كمنافذ لإدخال المساعدات، كانت ظروف الحرب مستعرة والكثير من المناطق السورية تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، لكن منذ العام 2015، وما بعد، أي بعد التدخل الروسي في الحرب على الإرهاب عادة مناطق كثيرة إلى سيطرة دمشق، ومن ضمنها عشرات المعابر الحدودية، فمثلاً يريد الغرب إدخال المساعدات من معبر الرمثا على الحدود الأردنية – السورية، في حين أن معبر جابر – نصيب جاهز لإدخال أي نوع من المساعدات، كذلك معبر القائم مع العراق، باستثناء تركيا، لكن ذلك ليس عقبة لأن أنقرة وموسكو شركاء في اتفاق مارس/آذار حول وقف التصعيد في الشمال السوري، بالتالي هذا الأمر ليس بمعضلة، فلماذا الرفض الغربي إذن؟
يتبارد إلى الذهن أن هدف هذا المشروع بكليته إنما الهدف منه إنعاش الفصائل الإرهابية المسلحة خاصة وأن الأيام القليلة الماضية شهدت قصفاً شديداً بين الجيش السوري والفصائل الإرهابية، في مناطق تابعة لإدلب ومحيطها، كذلك على محور ريف حماة وريف اللاذقية الشمالي، بالتالي، تعنت الغرب برفض أن يكون لدمشق دور، هو أنها تريد مد الجماعات الإرهابية بالدعم اللوجستي والعسكري وغيره، ربطاً مع التحذير التركي الأخير لقيادات الفصائل بأن يتجهزوا لاحتمالية قيام معركة مرتقبة مع القوات السورية، ستكون القوات الروسية حتماً مشتركة فيها، ما يعني أن المعابر حل إسعافي لا بد منه.
لكن من المعلوم أن روسيا التي تملك حق النقض في مجلس الأمن، يُضاف إليها الصين سترفض تمرير هذا القرار، رغم أنها واقفت عليه في العام 2014، نظراً لأنه كما أشرنا أعلاه كان الوضع مختلفاً عن الآن، وتعلم كما كل الدول أن المعابر غير الشرعية كمعبر اليعربية الحالية مع العراق، تستخدمه القوات الأمريكية لإدخال العتاد العسكري بشكل شبه يومي إلى قواعدها المنتشرة في الشرق السوري.
الجدير بالذكر أن تمرير أي قرار، يحتاج تأييد تسعة أصوات في مجلس الأمن وعدم اعتراض أي من الدول الخمس دائمة العضوية التي لها حق النقض (الفيتو) وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.