موسكو – (رياليست عربي): بالتزامن مع المفاوضات التي كان من المقرر لها أن تبدأ يوم أمس الخميس 15 مايو 2025 ولكنها نقلت إلى اليوم الجمعة 16 مايو، بين وفدي موسكو وكييف في مدينة إسطنبول التركية:
- أقال الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) قائد القوات البرية الروسية الجنرال (أوليغ ساليوكوف) من منصبه وفقاً للمرسوم الذي أصدره الكرملين الروسي، وذلك في أحدث إقالة رسمية لشخصية بارزة من قادة الجيش الروسي خلال فترة الحرب ضدَّ أوكرانيا.
- وقد عين ساليوكوف البالغ من العمر 70 عاماً، وبشكل مباشر بعد إقالته نائباً لرئيس مجلس الأمن القومي الروسي، أي نائباً لوزير الدفاع المقال في السابق أيضاً، الجنرال (سيرجي شويغو ) و الذي أُقيل هو الآخر من منصبه في عام 2024، وعُيّن أمينًا عاماً لمجلس الأمن القومي الروسي.
- تزامنت هذه التطورات مع عدول الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) السفر إلى إسطنبول لحضور محادثات السلام التي اقترحها في تركيا مع أوكرانيا، حيث أرسل الرئيس بوتين بدلاً من ذلك، وفداً أدنى مستوى إلى إسطنبول، وهو ما دفع الرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) الذي حضر إلى إسطنبول منتظراً الرئيس بوتين، ليتراجع عن حضور المفاوضات هو الآخر، حيث أرسل وفداً تفاوضياً أوكرانياً، ومن ثم أجرى زيلنسكي محادثات مباشرةً مع الرئيس التركي رجب طيب أرودغان.
- بعد هذه التصرفات، صرح وزير الدفاع الألماني (فريدريش ميرز) بأن الرئيس فلاديمير بوتين ومعه روسيا الإتحادية سيواجهان عقوبات جديدة، لأنه لم يحترم الخطوة التي قام بها الرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلنسكي) بالسفر إلى إسطنبول، ولذلك فإن حزمة عقوبات جديدة جاهزة ستعتمد في بروكسل يوم الثلاثاء 20 مايو 2025 ضدَّ (فلاديمير بوتين) و روسيا الإتحادية.
- واتهم رئيس الوزراء البريطاني (كير ستارمر ) الرئيس (فلاديمير بوتين) شخصياً بإعاقة التقدم في مسار السلام، وأضاف متحدثاً من العاصمة الألبانية تيرانا، أن هناك دولة واحدة فقط هي التي أشعلت هذا الصراع وهي روسيا الإتحادية (على حدِّ اتهامه).
- كما أعرب وزير الخارجية الفرنسي (جان نويل بارو) أن الأوكرانيين قد ذهبوا إلى المفاوضات في إسطنبول والتي اقترحها الروس أنفسهم على لسان الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، ولكن بات من الواضح أن (فلاديمير بوتين) نفسه، هو من لا يريد الدخول في محادثات السلام هذه.
- اعترف وزير الخارجية الأمريكي (ماركو روبيو) بأن واشنطن، لا تنتظر الكثير من محادثات إسطنبول، لأن الأمور قد وصلت إلى ما يشبه (المأزق الدبلوماسي) على حدِّ وصفه، وأن الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يذيب الجليد المتراكم حول هذا الوضع هو الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) فقط.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية
- يرى العديد من المراقبين والمحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية مثل وزير الخارجية التركي (حقان فيدان)، والذي التقى بالوفد الروسي في وقت متأخر من مساء يوم أمس الخميس 15 مايو، بأن اجتماع اليوم الجمعة سيشهد المزيد من المحادثات بأشكال مختلفة لأن هذه الأشكال المختلفة ستخدم المحادثات الثلاثية بين روسيا الإتحادية وأوكرانيا وتركيا، والتي كانت تركيا مضطرةً لها بعد وصول الرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلنكسي) وغياب الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، علماً بأن الأول قد أعلن عن موافقته للقاء الثاني، في حال قدوم الأخير إلى إسطنبول، لكن هذا لم يحدث للأسف، وهو ما فرض على الدبلوماسية التركية التعامل بشكل سريع مع هذه المعطيات.
- الجميع بات يعرف بأن مفاوضات إسطنبول كانت في الحقيقة مقترحاً صينياً، ولهذا السبب لربما أراد الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) أن يثبت لحليفه الصيني الذي ضغط عليه كثيراً لحضور هذه المفاوضات في مدينة إسطنبول التركية بأن القرار الروسي هو (قرار سياسي وعسكري مستقل)، والدليل على هذا الأمر هو تصريحات الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) نفسه الذي أكد بأنه لن تكون هناك أي محادثات جادة في إسطنبول حتى صباح اليوم الجمعة.
- كما أضاف ترامب بأنه بات متأكداً الآن من عدم سفر الرئيس بوتين إلى إسطنبول لأنه هو شخصياً (أي دونالد ترامب) أعلن هو الآخر بأنه لن يذهب إلى إسطنبول، ولذلك ختم ترامب تصريحاته بأنه لن يحدث أي شيء في هذه المفاوضات حتى يلتقي هو شخصياً مع الرئيس بوتين مضيفاً عبارته التي أزعجت الأوربيين والأوكرانيين والأتراك: (لن يحدث أي شيء حتى ألتقي أنا ترامب مع بوتين) – (شئتم أم أبيتم جميعاً) – على حد تصريحه، وهو الأمر الذي ختم هذه المفاوضات قبل أن تبدأ حتى في إسطنبول التركية، لأن الرئيس (فلاديمير بوتين) لا يمكن التأثير عليه بأي شكل من الأشكال.
خاص وكالة رياليست – حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.