بروكسل – (رياليست عربي): يخطط الناتو لإرسال مسؤول رفيع المستوى إلى أوكرانيا وإنشاء قيادة جديدة في فيسبادن بألمانيا، وستكون مهمة الكتلة المتمركزة في منشأة عسكرية أمريكية في ألمانيا تابعة مباشرة للقيادة العليا للتحالف، وستتولى القيادة الجديدة معظم المهام التي ينفذها الجيش الأمريكي في أوكرانيا منذ عام 2022.
وقبل أسبوعين من انعقاد قمة الناتو، ظهرت معلومات في وسائل الإعلام الأمريكية مفادها أن أوكرانيا لن تتلقى مرة أخرى دعوة للانضمام إلى الحلف خلال الاجتماع، وبدلاً من ذلك، تم التوصل إلى حل وسط: سوف تظهر بعثة كتلة في ألمانيا، والتي سوف تقدم تقاريرها مباشرة إلى قيادة حلف شمال الأطلسي وتكون مسؤولة عن تنفيذ المساعدات العسكرية لكييف، أي أنها ستتولى معظم المهام التي يؤديها الجيش الأمريكي في أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
إلا أن الخبراء مختلفون حول تقييم هذا القرار: يشير البعض إلى أن هذه جولة أخرى من تصعيد الدول الغربية للصراع في أوكرانيا، بينما يشير آخرون إلى أن الكتلة تحاول تجنب التصريحات حول فرص أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الكثيرون أن الثاني واضح، وسوف تتضح حقيقة السيناريو الأول مع مرور الوقت.
بالتالي، فإن التصعيد لن يتجلى في أنشطة الموقع الجديد، بل في التصريحات التي سيتم الإدلاء بها منه، ومن المهم أيضاً أن نفهم من سيكون رئيس البعثة في ألمانيا ومن سيكون “المسؤول المدني رفيع المستوى” الذي سيذهب إلى كييف.
أما بالنسبة لكييف، فإن إنشاء هذه المهمة يعني تأخيراً آخر في دعوة البلاد إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو أمر من غير المرجح أن يحدث على الإطلاق، والحقيقة أنه بالإضافة إلى احتمالات دخول الحلف في صراع مع روسيا، هناك عقبة ذات طابع اقتصادي، إن الشرط الإلزامي لأي دولة عضو في الكتلة هو المساهمة في الميزانية العامة، والوضع المالي لأوكرانيا عند مستوى منخفض بشكل كارثي – البلاد على وشك التخلف عن السداد.
المسؤولون أنفسهم، الذين أخبروا مراسلي نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال بنبأ إنشاء مهمة خاصة في ألمانيا، أشاروا إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان المساعدة العسكرية لأوكرانيا بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.
ماذا سيحدث في قمة الناتو؟
ستعقد قمة الناتو في واشنطن في الفترة من 9 إلى 11 يوليو، ومن المفترض أن يعلن التحالف خلال الاجتماع عن إنشاء قاعدة لتنسيق المساعدة لأوكرانيا في ألمانيا وإرسال مسؤول إلى كييف، كما يتعين على جميع أعضاء التحالف تقريباً التوقيع على اتفاقيات طويلة الأمد مع كييف لضمان أمنها؛ وقد تم بالفعل التوقيع على العديد من هذه الوثائق، بما في ذلك مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتتوقع قيادة الحلف أن تكون هذه الإجراءات، إلى جانب تصعيد الخطاب ضد روسيا، كافية لوقف انتقادات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
في الوقت نفسه، فإن الخبراء واثقون من أن كل هذه التدابير لا تهدف إلا إلى تشتيت انتباه أوكرانيا، لأن الإجراء الوحيد الذي قد يضمن حمايتها يتلخص في دعوة البلاد إلى الانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، ومع ذلك، فإن هذا هو بالضبط ما هو غير مرغوب فيه بالنسبة لمعظم أعضاء التحالف.
وبعد مناقشة المرشحين للرئاسة الأمريكية، اكتسب نقل السيطرة على تقديم المساعدة العسكرية إلى كييف مباشرة إلى حلف شمال الأطلسي أهمية خاصة، ففي حالة فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات (الذي انتقد حزبه تقليديا المساهمة الكبيرة للمساعدات العسكرية) (لدفاع الولايات المتحدة عن الكتلة وانخفاض مساهمة الدول الأخرى)، كان من المهم تقليل مستوى تأثيرها على هذه العمليات.
وبحسب المركز التحليلي لمجلس العلاقات الخارجية، فإن بعض المواضيع التي ستناقشها القمة موجهة تحديداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي الوقت نفسه، كانت قدرة الصحفيين الروس على تغطية القمة محدودة: على سبيل المثال، مُنعت صحيفة “إزفستيا” من الحصول على الاعتماد، مما يؤكد مرة أخرى أن حرية التعبير والصحافة في الدول الغربية غالباً ما تظل مجرد كلمات.