واشنطن – (رياليست عربي): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا تعتزم أن تصبح عضوا كامل العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون، ولم يذكر التواريخ المتوقعة للانضمام إلى منظمة شانغهاي للتعاون، وأوضح الكرملين أنه حتى الآن تعاني الأطراف من الخلافات حول موضوع الناتو.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي في واشنطن: “يجب على تركيا الانضمام إلى مجموعة شنغهاي الخمس (مؤسسو منظمة شنغهاي للتعاون: الصين وروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان) كعضو دائم”.
وبحسب الزعيم التركي، فقد ناقش هذه القضية بالفعل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، والرئيس الصيني شي جين بينغ.
وفي 4 يوليو، انضمت بيلاروسيا رسمياً إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وبذلك ارتفع عدد أعضاء المنظمة إلى عشرة، ومن بينها روسيا والصين والهند وكازاخستان وباكستان وإيران وطاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان، وتتمتع أفغانستان ومنغوليا بوضع مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون، تعد جمهورية تركيا، إلى جانب أذربيجان وقطر والإمارات العربية المتحدة وأرمينيا والكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين وجزر المالديف ومصر وميانمار وسريلانكا وكمبوديا ونيبال، واحدة من الدول الـ 14 الشريكة في حوار منظمة شانغهاي للتعاون.
وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، إن الكرملين على علم بخطط أنقرة للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، لكن حتى الآن تعترض ذلك بعض التناقضات بشأن موضوع حلف شمال الأطلسي.
وأشار الممثل الرسمي للكرملين إلى أن “التاريخ الدقيق لدخول البلاد إلى المنظمة لا يزال غير معروف، لأن موسكو وأنقرة لديهما خلافات معينة تتعلق بالتزامات وموقف … تركيا كعضو في الناتو”.
وانضمت تركيا إلى حلف شمال الأطلسي في عام 1952، وفي العام الماضي، أوضح مكتب الزعيم التركي أن أنقرة تدعم توسيع كتلة شمال الأطلسي من خلال دخول أعضاء جدد إليها.
وتعارض موسكو بدورها توسيع التحالف، وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا سياسة حلف شمال الأطلسي، ووصفها بأنها تشكل تهديدا لأمن الاتحاد الروسي، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال الزعيم الروسي إن التحالف تعهد في عام 1991 بعدم التوسع شرقا. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، مرت كتلة شمال الأطلسي بخمس موجات من هذا القبيل، ووفقا له، بسبب عدم الالتزام بالاتفاقيات، “فمن الصعب للغاية إجراء حوار مع هؤلاء الأشخاص”.
وعلى هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة، التقى الرئيس الروسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، وأكد فلاديمير بوتين أنه على اتصال دائم مع رئيس الجمهورية التركية، وأن العلاقات بين الدولتين “تتطور بشكل تدريجي”، ووفقا له، يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 55 مليار دولار، “ويستمر تنفيذ المشاريع الكبرى وفقا للخطة ودون فشل”، ويتم التخطيط لمشاريع جديدة.
وأشار رجب طيب أردوغان بدوره إلى أن أنقرة ترغب في زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 100 مليار دولار، وشدد على أهمية بناء محطة أكويو للطاقة النووية، التي تبنيها شركة روساتوم في تركيا، بالإضافة إلى ذلك، من المخطط بناء محطة ثانية للطاقة النووية في الجمهورية – سينوب على ساحل البحر الأسود، وتستمر الاتصالات بين شركة غازبروم وشركة بوتاس التركية.
وكما أوضح نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، فإن الزعماء “تحدثوا عن نظام المدفوعات، والتسويات المتبادلة بين البنوك، وبين الكيانات التجارية، وتوريد المنتجات الزراعية”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان “كل المشاكل مع تركيا التي تقلق روسيا قد تم حلها”، أجاب السكرتير الصحفي الروسي ديمتري بيسكوف، بأنه لم يتم حلها، “لقد تم حل جميع المشكلات التي لم يتم فيها القيام بأي عمل. وحيثما يتم إنجاز الكثير من العمل، وحيث توجد مجموعة واسعة جداً من العلاقات الثنائية، تنشأ حتماً مشاكل مختلفة، وأوضح مسؤول الكرملين أن هناك إرادة سياسية لحلها.
بالتالي، هناك تناقضات في فيما يتعلق بعضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأمر لا يتعلق بالبدائل، بل باختيار المسار، إن حلف شمال الأطلسي ليس فقط كياناً عفا عليه الزمن من الحرب الباردة، بل إنه أيضاً يحد من السيادة التركية، لكن لا شيء مستحيل في العلاقات بين روسيا وتركيا، وهذا أمر رسمي.
والآن، تسعى الجمهورية التركية جاهدة إلى التوفيق بين كل ما هو ممكن وما هو مستحيل، حيث أن منظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة واعدة، ستضمن عضويتها مكانها في عالم الشرق الجديد، الذي يحل الآن بشكل منهجي محل العالم المتمركز حول الغرب، كما من المهم أيضاً بالنسبة لأنقرة أن يؤدي تطوير هذه الاتصالات، والتي قد تكون ذروتها بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، إلى تقريب تركيا من الصين، التي يعمل الأتراك الآن على تطوير العلاقات معها بشكل منهجي.
تركيا التي ترى نفسها كنوع من المحور، تسعى إلى المرور عبر الممر الكلي للنقل والخدمات اللوجستية على طول الطريق بين أوروبا والصين، لذا فإن التفاعل مع منظمة شنغهاي للتعاون له أهمية خاصة بالنسبة لها.