نيويورك – (رياليست عربي): تسعى إسرائيل إلى إدخال تغييرات على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بشأن لبنان من أجل تحييد التهديدات التي تشكلها حركة حزب الله، وبشكل خاص عن توسيع نطاق صلاحيات قوات حفظ السلام، التي ينبغي، على سبيل المثال، أن تُمنح الحق في إجراء عمليات تفتيش للمنازل من دون التنسيق مع الجيش اللبناني.
وصرح النائب الأول للممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي لإزفستيا أنه تم التعبير عن أفكار لتبني قرار جديد لوقف إطلاق النار، لكن احتمال اعتمادها منخفض، وبحسب تقارير إعلامية، فإن المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين لم يكن أقرب إلى تنفيذ الشروط الإسرائيلية خلال زيارته إلى لبنان.
وتطالب إسرائيل بإدخال تعديلات على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينص على توسيع صلاحيات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للحد من التهديد الذي تشكله حركة حزب الله اللبنانية، حسبما صرح مصدر مطلع لإزفستيا، وقال المحاور: “إن الاقتراح الإسرائيلي لتعديل القرار 1701 يخص الجانب اللبناني فقط”، النقطة هي أنه سيسمح للقوات الدولية بتوسيع منطقة مسؤوليتها، وإجراء عمليات تفتيش للمنازل والأعيان دون الحاجة إلى التنسيق مع الجيش اللبناني أو الحكومة اللبنانية.
كما اعترف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ديمتري جندلمان، أنه في أعقاب نتائج القتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فإن اتفاق وقف إطلاق النار سيلبي مصالح إسرائيل في ضمان الأمن في المناطق الشمالية من البلاد.
وقال لإزفستيا: “إن الخطوط النهائية للاتفاق ستأخذ في الاعتبار قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
من جانبه، قال النائب الأول للممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إن المناقشات جارية حول إمكانية التوصل إلى قرار جديد لمجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، حيث يتم التعبير عن مثل هذه الأفكار، ولكن في سياق التستر المستمر على إسرائيل من قبل الولايات المتحدة، فإن احتمال أن يتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثل هذه الوثيقة، في رأيي، ضئيل، وقال ديمتري بوليانسكي: “نحن، مثل غالبية أعضاء مجلس الأمن، ندعم بوضوح وبشكل لا لبس فيه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 1701”.
جدير بالذكر أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 صدر في 11 أغسطس 2006 وتناول وقف القتال بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب لبنان الثانية، وبالإضافة إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، تنص الوثيقة على نشر الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب البلاد، إلى جانب نزع سلاح جميع الجماعات وانسحاب القوات المسلحة من وحدات حزب الله من الحدود وراء نهر الليطاني إلى عمق الأراضي اللبنانية.
وأفادت صحيفة الأخبار اللبنانية، نقلاً عن مصادر، أن المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين، طرح خلال زيارة إلى بيروت رؤية جديدة للقرار 1701، تقوم على مبادئ «مختلفة»، ولا تقتصر التعديلات المقترحة على آلية تنفيذ القرار، بل ترتكز على مهام بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
“خلال الزيارة، حمل هوكشتاين وثيقة الاستسلام، التي تنص على انسحاب قوات حزب الله بمقدار 10 كيلومترات، والقضاء على أي تهديد عسكري ضد إسرائيل بالتوازي مع زيادة عدد الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام في الجنوب”.
بالتالي، فإن الدبلوماسي الأميركي كان يحاول معرفة مدى ضعف حزب الله وما إذا كان الحزب يظهر مرونة في موقفه، لكن يناقش أي مرشحين لمنصب الرئيس، لكنه ألمح إلى ضرورة انتخابه وفق الرؤية الأميركية.
وفي وقت سابق، ذكرت بوابة “أكسيوس” الأمريكية أن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة شروط الحل الدبلوماسي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وبحسب البوابة، فإن اقتراح إسرائيل يتضمن تحديثاً للقرار 1701 بحيث ينص على “إجراءات إنفاذ نشطة” ويضمن عدم استعادة حزب الله لقدراته العسكرية في المناطق الحدودية بجنوب لبنان.
وذكرت «الأخبار» أن اقتراح هوكشتين تضمن حق قوات حفظ السلام في القيام بدوريات مفاجئة في أي منطقة تقع ضمن منطقة مسؤوليتها، بالإضافة إلى ذلك، كان من المتصور أن تقوم البعثة الأممية بمراقبة الساحل اللبناني، بما في ذلك الموانئ، ولها الحق في تفتيش السفن القادمة، ومن النقاط المهمة في الاقتراح نشر فرق مراقبة في المطارات، فضلاً عن إقامة أبراج مراقبة ونقاط تفتيش على طول محيط الحدود اللبنانية السورية بالكامل.
وفي مؤتمر صحافي في بيروت، رفض هوكشتاين، تعليقاً على المطالب الإسرائيلية، التطرق علناً إلى ما أسماه تكتيكات التفاوض والمواقف المبدئية.
وذكرت صحيفة الجمهورية اللبنانية، نقلاً عن مصادر، أنه «على الرغم من كل الطروحات والشروط الإسرائيلية، إلا أن هوشستاين ليس قريباً حتى ولو قليلاً من الاتفاق على أي من هذه النقاط».
ولم يعترض كبير مفاوضي حزب الله، رئيس مجلس النواب نبيه بري، على مبدأ تعديل آليات تنفيذ القرار 1701، لكنه قال إن الأمم المتحدة يجب أن تطرح آلية جديدة “تضمن بشكل نهائي وضع حد لجميع أنواع الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل”، نحن نتحدث عن انتهاك المجال البري أو البحري أو الجوي.
وفي وقت سابق، قال سفير لبنان لدى روسيا الاتحادية شوقي بو نصار إن إسرائيل انتهكت المجال الجوي والبحري والبري اللبناني أكثر من 35 ألف مرة منذ عام 2006 وحتى الآن.
وبحسب مصدر إزفستيا، فإن بري رفض بشكل قاطع نشر قوات دولية على طول الحدود مع سوريا، لأن ذلك يتناقض مع طبيعة العلاقات السورية اللبنانية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القوى المعادية للحركة الشيعية، ولا سيما حزب الكتائب المسيحي، تعارض أيضاً إدخال تعديلات أحادية على القرار.
الحل الوحيد هو تطبيق القرارات الثلاثة المهمة 1559 و1680 و1701 المتعلقة بالشأن اللبناني، وفي حال تنفيذ القرارات الثلاثة بشكل كامل، فلن نحتاج إلى تعديل أو تغيير أو إضافة أي بنود، وقال مروان عبد الله، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حزب الكتائب اللبنانية، لإزفستيا: “لذلك نعتقد أن محاولات إجراء تغييرات عليها لا تخدم الهدف الرئيسي وهو ضمان الأمن والسلام للشعب اللبناني”.
وشدد في الوقت نفسه على أن القرار 1559 الصادر عام 2004 والذي ينص على نزع سلاح حزب الله، يتوافق مع الدستور اللبناني ولا يخرج عن نطاق التشريع.
نريد انتخاب رئيس من خلال عمل مؤسسات الدولة وتشكيل الحكومة وتنفيذ الإصلاحات اللازمة، وخلص ممثل حزب الكتائب إلى أن هذا الموضوع مرتبط بالطبع بالحرب، لأنه عندما يكون بلد ما في حالة حرب يصعب عليه اتباع المسار الديمقراطي، لكن هذا جزء من الحل الشامل الذي يحتاجه لبنان.
وتصاعد الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في أكتوبر 2023 بعد أن دعم حزب الله حركة حماس الفلسطينية بشن هجمات على شمال إسرائيل، ويقول الحزب الآن إن هجماته لن تتوقف طالما واصلت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، في الأول من أكتوبر من هذا العام، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في لبنان، وسبق ذلك تفجيرات في وسائل اتصال مؤيدي التيار الشيعي يومي 17 و18 سبتمبر/أيلول، بالإضافة إلى ذلك، قتل الجيش الإسرائيلي معظم كبار القادة العسكريين لحزب الله، بما في ذلك زعيمه حسن نصر الله، وفي 22 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل رئيس المجلس التنفيذي للحركة، هاشم صفي الدين.