دمشق – (رياليست عربي): ليس مهماً أصل وفصل الدردري، فالدردرة صارت كلمة للتندر على أسباب لعنة سورية الاقتصادية والتمهيد للحرب على سورية عبر تعويم السمسرة والخروج من جلد العمال والفلاحين وصغار الكسبة إلى جلد الكومسيونجية.
بعناوين واصطلاحات ومصطلحات من قبيل اقتصاد السوق الاجتماعي والذي لا يمكن تشبيهه إلا بالغراب الذي يقلد مشية الحجل وبقينا نقلد حتى اليوم فاستحال معنا أن نتذكر خطوتنا الأولى وبقينا نتعثر ولم ولن نمشي مشية الحجل ومع الوقت ونسيان الهوية بات التعثر سقطات وسقطات وزحفنا على مدار العشر سنوات الماضية على قاع التهشم والتهشيم في طريق الألغام وصفقنا لأنفسنا أننا بقينا بمعجزة حقيقية أحياء.
والدردرة كما تعلمون جميعاً ليست شخصاً واحداً لنتخلص منه وإنما فريق يتكاثر ويتكاثر في خصوبة اقتصاد العمولات والمراهنات والمقامرون كما تعلمون أيضاً يصل حد هوسهم بالربح السريع إلى لحظة قد يوقعون على بيع ثياب زوجاتهم ولحم أطفالهم، والدردرة التي يجب الحديث عنها اليوم لأنها حين أطلت علينا سابقاً كانت ترطن بالبريطاني وترتدي الفرنسي والشماخ على رأسها وتحت عباءتها حملت معها فريقاً من جماعة الدراسات بمهمة وحيدة وهي التسليع الأكاديمي لخطة اغتيال سورية وفلول ذاك الفريق تفرخ الآن جوقة من المرتزقة على هوامش المؤتمرات الاقتصادية بانتظار الانقضاض عما قريب.
لن أذكر الأسماء لأن القصة ليست أشخاص ولكن مشروع، حيث ذات يوم قدم إلى البلاد شخص من إحدى زوايا المخابرات البريطانية ليلقي على شاشات العرض محاضرات في التنمية البشرية ويخطط بقلم الفلوماستر الملون البنية السكانية ومنذ ذلك الوقت وتلك الموضة سائدة في تسليع القضايا الوطنية وسفسطة الهموم الجماعية وتسطيح الشأن العام والأهم توليد العملاء تحت مسمى الدراسات والتخصصات ولماذا أكتب هذا، لسببين في الحقيقة:
السبب الأول، الأول كبراءة للتاريخ من الخديعة حيث كما تعلمون جميعاً دخلت البلاد في علاقات انفتاحية مع قطر وتركيا في وقت سابق كانت نتيجتها أعداد هائلة من القرارات التي تسببت بكارثة للصناعة الوطنية والاقتصاد الوطني وبالمقابل تسللت إلى مشروع العروبة وسحبت شرعيته عبر المفكر الذي اتخذ لقبه كمفكر عربي بشرعية سورية من جهة وعبر تتويج القرضاوي زعيماً للمشروع الإسلامي و فتح الطريق لاقتران إرهاصات التسوية ما بعد الإخوان وحربنا على إرهابهم في الثمانينات والعمل الحثيث لدى الدول المشغلة (حلفاء الأمس) لتجاوز أخطاء مشروع الإخوان في الثمانينات ونقل الصراع من مدينتين إلى كامل الجغرافية السورية كما شهدنا.
السبب الثاني، السبب الثاني هي تلك الصورة التي تلوح بوضوح لاحتمالية عودة الدردرة من جديد من بوابة جديدة.
لأن الدردرة رمز لكل فساد اقتصادي يصيب هذا البلد، فالتجربة ينبغي أن تقودنا إلى متراس التضاد مع النيوليبرالية ولكن الأفعال على الأرض تطلق العنان للفاسدين الجدد جماعة إفساد النفوس والذين لا يكتفون بالفساد بل ويتقاضون السمسرات على حمايته ودعمه ويتفوقون على متقدميهم في عهد الدردري بالفجور والمواجهة والجهل فيصبح الجاهل مدير مركز دراسات اقتصادية وفكرية والتافه أس تكعيب محل التافه العادي و تحل الفزلكات اللفظية محل البنية الأيديولوجية و تصير كل القضايا وجهات نظر من الخيانة إلى تجار البشر والحجر ويصير الوطني مغفل في شرعة المقسمين الجدد ولماذا أقول المقسمين بتشديد السين وكسر الميم وفتح القاف وضم الميم الأولى لأن التحالف الأولي كان يخفي الإخوان تحد جلده والإسلام السياسي في يده أما الدردرة القادمة فستكون فيما لو حصلت من تحت عباءة سدنة التطبيع و الذين أعلنوا التحالف مع عدو لم يتستر على مشروعه بل أعلنه وهو تفتيت سورية ومسحها عن الخريطة وهؤلاء أعلنوا بالمقابل أنفسهم وسطاء عنه.
ولن نضيف لمعلومات أحد شيئاً إذا تحدثنا عن مشروع ضرب حواضن الدولة وتصدير الخطاب الذي يقود إلى احتراب أهلي وهو ما تجاوزته الدولة بشق الأنفس طوال الحرب في العشر سنوات الماضية فجاؤوا يحملونه إلينا على طبق السلم.
أيها السادة والسيدات أو السيدات والسادة فترتيب الكلام صار محل نقاش في زمن الجندرة أهم من الكلام نفسه حيث المجتمع المدني ومن يتهافتون لتمثيله ثلة من المرتزقة ومشاريع عملاء تحت مسمى المنفعة المتبادلة والبراجماتية.
لكني سأكمل حديثي حتى لا يقال لنا لا تطرحوا المشاكل ولكن اطرحوا الحلول لذلك سنطرح الحلول التي قد يكون ثمنها قص ألسنتنا ولكن بطريقة حداثية حالياً حيث الكي على البارد عبر تحديد من له الحق بالكلام ومن لا يحق له ذلك الحق وببساطة بالحرب علينا داخلاً بالتعتيم وكتم النفس و لعلهم لا يعلمون كم هو نفسنا طويل.
مع ذلك فالحلول تطرح في مكان مهمته صنع الاستراتيجية وليس في مقال على الميديا أو السوشال ميديا وبهذا المعنى فنحن نكتب لأنه لم يترك لنا السماسرة مساحة للعطاء لأنهم يصدرون ثقافة النهب وبالتالي تضادنا معهم يحتاج حماية من أولياء الحماية ونحن نشعر بالحماية من أولياء الحماية ولن يتركوا جلدنا بين أنياب أولئك السماسرة كي يعملوا منه (دربكات)، والدربكة كما تعلمون هي الطبل البلدي، وقد لا تكون هذه سلبية إذا اعتبرناها كناية عن الصوت العالي.
وهذا الكلام وما يشبهه على سوداوية ما يحمله، لكنه إيجابي بحقيقة واضحة أن مشاريعكم مفضوحة ومكشوفة، وبالتالي سورية لن تقع مجدداً في المطبات.
خاص وكالة رياليست – ميس الكريدي – كاتبة سوريّة – عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن المجتمع المدني.