واشنطن – (رياليست عربي): تبذل إدارة جو بايدن محاولات للسيطرة على تطور الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، التي تهدد البيت الأبيض بعواقب غير سارة للغاية على الصعيدين الداخلي والخارجي. وتأتي التصريحات حول تجميد الأصول الإيرانية في نفس الوقت الذي تأتي فيه التصريحات حول عدم تورط طهران في هجمات حماس.
منع إيران من التورط
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها توصلت إلى اتفاق مع قطر لمنع وصول الحكومة الإيرانية إلى حسابات قطرية بقيمة 6 مليارات دولار، وفي السابق، تم الإفراج عن هذه الأموال بموجب صفقة تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة.
ومن غير المعروف إلى متى سيظل الاتفاق بين الدوحة وواشنطن ساري المفعول، بالإضافة إلى ذلك، لا توجد طريقة للتحقق من عملية تنفيذ الاتفاقية أو حقيقة وجود الأموال في البنوك القطرية.
في الوقت نفسه، كرر جو بايدن مرة أخرى الفرضية القائلة بأن البيت الأبيض ليس لديه معلومات فيما يتعلق بدعم طهران لأعمال حماس، وفي الوقت نفسه، دعا إيران إلى “عدم عبور الحدود وعدم التسبب في تصعيد الحرب”.
أما بالنسبة لموقف إيران فهو ثابت، العملية البرية في قطاع غزة، التي يُقال إن إسرائيل تجري الاستعدادات النهائية لها، تشكل “خطاً أحمر” من شأنه أن يؤدي إلى “فتح جبهات جديدة”.
بالتالي، إن تورط إيران وحزب الله التي تدعمها في صراع مفتوح لا يهدد فقط بعواقب كارثية على إسرائيل، الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة، بل سيكون له أيضاً تأثيرات سلبية للغاية على مواقف الديمقراطيين داخل البلاد، ومنذ الأيام الأولى للصراع، دعا الجمهوريون إلى فرض أشد العقوبات على إيران، واتهموها بالمشاركة المباشرة في الأحداث، بل وطالب ممثلو جناح المحافظين الجدد بـ “قصف إيران حتى في غياب الأدلة المباشرة”.
وإذا بدأت عملية برية، فمن المرجح أن يدخل حزب الله أو حتى إيران نفسها في الصراع، وهذا الظرف في حد ذاته لا يبشر بأي شيء إيجابي بالنسبة للديمقراطيين، بما في ذلك ضرورة المشاركة المباشرة للجيش الأميركي، ومع ذلك، كإضافة، لا يمكن استبعاد رد فعل متسلسل محتمل من الدول العربية.
وقد ينشأ موقف حيث تتحول “القضية الإيرانية” الفاشلة، فضلاً عن تمويل البيت الأبيض لفلسطين، والذي استؤنف في يوليو/تموز، إلى حجة قوية في أيدي الجمهوريين، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأسلحة من أوكرانيا وأفغانستان التي تم اكتشافها “فجأة” في حوزة حماس قد تضاف إلى هذه القائمة، وهو ما يعني في خطاب معارضي البيت الأبيض فشلاً كاملاً للسياسة الخارجية الأمريكية في عهد بايدن.
وفي هذا السياق، يبدو التصريح بشأن تجميد الأصول الإيرانية في قطر -حسب ما إذا كان قد حدث بالفعل أم لا- بمثابة محاولة للتحوط في حال دخلت طهران في صراع أو جولة مساومات غير علنية مع سلطات إيران.
بالتالي، يتفق الخبراء على أن العملية البرية التي يقوم بها جيش الدفاع الإسرائيلي ستكون بمثابة كارثة إنسانية وسياسية لجميع الأطراف المعنية، ولهذا السبب، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فضلاً عن الزعماء الغربيين، تصوير المواجهة الحالية باعتبارها حرباً مباشرة ضد حماس، والحركة نفسها باعتبارها مسؤولة عن مقتل المدنيين، وكما قال بايدن، يجب تدمير هذه القوة السياسية فقط، وتعيين إدارة فلسطينية جديدة مكانها.