موسكو – (رياليست عربي): ستنسحب روسيا من أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوروبي في نهاية هذا العام، حسبما أكد الخبراء، وفي عام 2023، هبطت ر وسيا في هذه القائمة من المركز الخامس إلى المركز العاشر، وتؤكد البعثة الروسية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي أن السبب في ذلك هو سياسة العقوبات التي تتبعها بروكسل.
في بروكسل أفادوا: انخفضت صادرات الآلات والمعدات إلى روسيا العام الماضي بنسبة 55٪، وانخفضت صادرات المنتجات الكيماوية بنسبة 18٪، ويعتقد المحللون أن البرازيل والمملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، قد تكونان من بين الشركاء التجاريين العشرة الأوائل للاتحاد الأوروبي في عام 2024، وفي الوقت نفسه، لم تتسبب خسارة السوق الأوروبية في إلحاق ضرر كبير بالصادرات الروسية – فعلى مدى العامين الماضيين، زادت البلاد بشكل كبير من حجم التجارة مع الصين والهند وتركيا.
كيف انخفضت التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي في عام 2023؟
منذ فبراير 2022، فرض الاتحاد الأوروبي 13 حزمة من العقوبات ضد روسيا، مما أثر بشكل خطير على العلاقات التجارية والاقتصادية بين الاتحاد الروسي والاتحاد، وفي عام 2023، انخفضت التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي بنسبة 65.5٪، لتصل إلى حوالي 90 مليار يورو (في عام 2022 – 257.7 مليار يورو)، كما انخفضت صادرات سلع الاتحاد الأوروبي إلى بلادنا بنسبة 30٪، وانخفضت الواردات من الاتحاد الروسي بنسبة 75٪.
وقالت البعثة الروسية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي: “خلال عام 2023، كان هناك اتجاه نزولي مطرد في التجارة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وذلك نتيجة لسياسة العقوبات التي تتبعها بروكسل تجاه بلادنا”. — نتيجة لفرض الكتلة لحزم من القيود المناهضة لروسيا، كان هناك انخفاض حاد في التجارة المتبادلة، ولهذا السبب، في نهاية الفترة المشمولة بالتقرير، سقطت روسيا في قائمة الشركاء التجاريين الرئيسيين للاتحاد الأوروبي من المركز الخامس إلى المركز العاشر خلف تركيا والنرويج واليابان وجمهورية كوريا والهند.
ويشير الدبلوماسيون إلى أن الصادرات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي انخفضت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، حيث أثرت القيود التجارية بشكل خاص على إمدادات الهيدروكربونات من روسيا، وهكذا، في عام 2023، انخفضت مشتريات دول الاتحاد من النفط والغاز بنحو 80%، احتلت فئة المنتجات المعدنية تقليدياً مكانة مهيمنة في هيكل الصادرات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي، وفي عام 2022، وصلت حصتها من إجمالي قيمة الإمدادات الروسية إلى 73%، وفي نهاية عام 2023 انخفضت إلى 33%.
كما انخفضت إمدادات المعادن بشكل ملحوظ على مدار العام، وعلى وجه الخصوص، انخفضت واردات الألومنيوم الروسي بمقدار النصف تقريباً (من 2.83 مليار يورو إلى 1.48 مليار يورو)، كما انخفض إجمالي المعروض من الأسمدة بكافة أنواعها بأكثر من 40%، وانخفضت واردات الألماس الروسي بنسبة 80%.
على مدار العام، انخفضت أيضاً واردات السلع الأوروبية إلى روسيا بشكل ملحوظ، فقد عانى عنصر التصدير الرئيسي للاتحاد الأوروبي إلى الاتحاد الروسي – توريد الآلات والمعدات والمركبات، وتشير البعثة الدائمة إلى أن المشتريات انخفضت في عام 2023 بنسبة 55% (من 16.1 مليار يورو إلى 7.2 مليار يورو)، أثرت القيود الأوروبية على توريد المنتجات الكيماوية والسلع التامة الصنع إلى روسيا.
إلى ذلك، انخفضت صادرات المنتجات الكيميائية من الاتحاد الأوروبي إلى بلدنا (ثاني أهم عنصر من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى روسيا) بنسبة 18.4٪ (من 18.2 مليار يورو إلى 14.8 مليار يورو)، كما تخلفت المنتجات في فئة “السلع تامة الصنع المختلفة” بشكل طفيف، حيث انخفضت أحجامها بنسبة 13.6٪ (من 6.7 مليار يورو إلى 5.8 مليار يورو)، حسبما أشارت البعثة الدائمة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي.
وأشار الدبلوماسيون الروس إلى أن توريد المنتجات الغذائية هو الأقل انخفاضاً، بل إن الصادرات إلى الاتحاد الروسي من السلع من فئة “المشروبات والتبغ” زادت بنسبة 20.8٪ (من 1.83 مليار يورو إلى 2.21 مليار يورو).
ومع ذلك، فإن الاتجاه واضح، كما يقول العضو الألماني في البرلمان الأوروبي غونار بيك، ظلت روسيا لفترة طويلة رابع أو خامس أهم شريك تجاري واقتصادي للاتحاد الأوروبي، ووفقا للسياسي، في أقل من عام قد يتغير الوضع.
بالتالي، بحلول نهاية عام 2024، قد تترك روسيا أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوروبي إذا لم يتم رفع العقوبات، ومع ذلك، فإن إلغاءها لن يتم حتى انتهاء الصراع في أوكرانيا.
كما لم تكن خسارة السوق الأوروبية مأساة للاقتصاد الروسي، ومنذ فرض العقوبات الأولى، زادت البلاد تجارتها مع الدول الأخرى، لتحل بنجاح محل الاتحاد الأوروبي، وكان الشركاء الرئيسيون، على وجه الخصوص، هم الصين والهند وتركيا، فقد ارتفع حجم التجارة بين روسيا والصين بنسبة 28٪ مقارنة بالعام السابق، ومع تركيا بنسبة 84٪. وفي عام 2023، ضاعفت روسيا والهند هذا الرقم تقريباً – إلى مستوى قياسي بلغ 65 مليار دولار، كما أصبح الاتحاد الروسي ثاني مصدر رئيسي للسلع إلى الهند – الصين فقط هي التي تتقدم بإمدادات بقيمة 100 مليار دولار، وخلال العام الماضي، تحولت نيودلهي إلى واحدة من المشترين الرئيسيين للنفط الروسي والماس الخام من روسيا.