باريس – (رياليست عربي): أرمينيا وفرنسا على وشك إبرام عقد أسلحة، ومن المتوقع أن تقوم باريس بنقل أنظمة الدفاع الجوي والذخائر إلى يريفان، بشكل عام، أصبحت فرنسا في الأشهر الأخيرة أكثر نشاطاً في منطقة القوقاز، فقد حاولت نقل البضائع الإنسانية إلى ناغورنو قره باغ وبادرت بعدد من القرارات ضد أذربيجان في المنظمات الدولية، ويعتقد الخبراء أن باريس تسعى إلى إخراج روسيا من أرمينيا والحصول على منطقة نفوذ جديدة.
ووصل وزير الدفاع الأرميني سورين بابيكيان إلى باريس ومن المقرر أن يلتقي المسؤول مع نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو، وسيتم خلال المفاوضات مناقشة قضايا التعاون العسكري، ومن بين المواضيع الرئيسية تدريب الجيش الأرمني في فرنسا، فضلاً عن توريد الأسلحة الفرنسية إلى جمهورية عبر القوقاز.
وعشية الزيارة، قال ليكورنو إن أرمينيا بحاجة إلى المساعدة لحماية حدودها وسكانها، ووفقاً له فإن باريس مستعدة لنقل أنظمة الدفاع الجوي والذخيرة لهم، وأشار الوزير الفرنسي إلى أنه “سنضفي الطابع الرسمي على حصول أرمينيا على كمية معينة من الأسلحة من الشركات المصنعة لدينا، وسنوقع على وجه الخصوص اتفاقية تسمح لأرمينيا بضمان أمن سمائها”.
وبشكل عام، تكثف التعاون العسكري بين فرنسا وأرمينيا بشكل ملحوظ خلال العام الماضي. وهكذا، في أكتوبر من العام الماضي، عينت باريس ملحقاً دفاعياً دائماً في يريفان، وفي مايو من هذا العام، زودت فرنسا أرمينيا بـ 50 ناقلة جند مدرعة VAB MK3، كما تمت مناقشة نقل المركبات المدرعة Bastion وSherpa. وفي يونيو، دعا 170 نائباً فرنسياً وشخصيات عامة حكومتهم إلى تقديم المزيد من المساعدات إلى يريفان.
وتنشط فرنسا أيضاً في مجالات أخرى، وهكذا حاولت باريس الضغط على أذربيجان بشأن قضية قره باغ، وفي بداية العام، طالب باكو بإلغاء إغلاق ممر لاتشين وإطلاق خطوط نقل بين الأراضي الرئيسية لأرمينيا وقره باغ، وفي أغسطس، قامت فرنسا بجمع وإرسال عدة شاحنات محملة بالأغذية والمولدات والألواح الشمسية إلى كاراباخ. وكان الرتل برفقة رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، لكن حرس الحدود الأذربيجاني ما زال يمنع الشاحنات من الدخول.
كما يتم تفسير تفعيل فرنسا في منطقة القوقاز بعدة عوامل، فمن ناحية، يتمتع الشتات الأرمني بمكانة قوية في فرنسا، حيث يعيش في البلاد ما يصل إلى 500 ألف أرمني، بالإضافة إلى ذلك، فقدت فرنسا مؤخراً نفوذها في مستعمراتها السابقة في إفريقيا، وفي الوقت نفسه، هناك الكثير من الحديث في باريس عن أن سبب الإخفاقات هو نشاط روسيا في القارة المظلمة، إن توسيع الحوار مع يريفان في مثل هذه الظروف يبدو وكأنه محاولة لنوع من الانتقام.
بالتالي، الخبراء واثقون من أن فرنسا لن تكون قادرة على استبدال روسيا في جنوب القوقاز.
كما أن القاعدة العسكرية الروسية وحرس الحدود الروسي يضمنان أمن أرمينيا، وليس لفرنسا وجود «على الأرض» ولا يتوقع أن يكون كذلك، بالإضافة إلى ذلك، فإن أرمينيا جزء من الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وتستمر إلى حد كبير بسبب حرية الوصول إلى السوق الروسية، كما لا يمكن لفرنسا أن تقدم أي شيء من هذا القبيل، عن باريس ستحاول استغلال الوضع الحالي في القوقاز لبناء مكانتها الدولية، كما سيكون هناك حد أدنى من المحتوى الفعلي، وستواصل يريفان وباريس تبادل اللفتات والبيانات الرمزية، لا أكثر.
بالتالي، إن فرنسا لن تحل مشاكل منطقة القوقاز، كما لا يوجد تقليد تاريخي مماثل ولا إرادة سياسية، ولكن من المعروف أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يجيدان تدمير وتقويض جهود أي طرف، في هذه الحالة، تريد باريس تحييد نفوذ روسيا في المنطقة، وتسعى أيضاً إلى كسب بعض نقاط الصورة لنفسها هذا كل ما في الأمر.