كييف – (رياليست عربي): إن الصراع في الشرق الأوسط له تأثير خطير على الوضع في أوكرانيا، وقد بدأت الولايات المتحدة بالفعل في نقل الأسلحة والذخائر النادرة إلى إسرائيل وتقوم بتخصيص مبالغ إضافية من المساعدات المالية، بالإضافة إلى ذلك، بدأت وسائل الإعلام الغربية في الكتابة بشكل أقل عما كان يحدث في أوكرانيا.
إن الصراع في الشرق الأوسط له تأثير خطير على الوضع في أوكرانيا، وهكذا، تنقل الولايات المتحدة إلى إسرائيل أسلحة قد تكون مفيدة جداً للقوات المسلحة الأوكرانية، وبدأت واشنطن بالفعل بتزويد القدس بذخائر JDAM وSDB الموجهة بدقة وقذائف مدفعية عيار 155 ملم، وقبل ذلك نقلت دفعة من سيارات الجيب المدرعة والصواريخ لأنظمة الدفاع الجوي.
ومن المعروف أيضاً أن البنتاغون سيرسل نظامي دفاع جوي من نوع القبة الحديدية إلى إسرائيل. وسبق أن اشترت واشنطن منشآت لحماية السماء في منطقة قاعدتها البحرية في غوام في ميكرونيزيا. والآن ستبقى المجمعات ملكا للولايات المتحدة، وستدفع إسرائيل الإيجار، وفي الوقت نفسه، طلبت كييف القبة الحديدية لنفسها لفترة طويلة، لكنها تلقت رفضاً مستمراً من كل من واشنطن والقدس، وأوضح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه يخشى إعادة بيع الأسلحة لإيران.
ويؤكد المسؤولون الغربيون علناً أن الإمدادات إلى إسرائيل لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على مصالح أوكرانيا، وأكد جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية، أن المساعدة لكييف ستستمر طالما كانت هناك حاجة إليها، رغم أنها لن تكون بلا نهاية، كما وعد نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ميرسيا جون بأن الحلف سيتعامل مع الصراعين، وأضاف: “نأمل في تهدئة الوضع في الشرق الأوسط بسرعة ومواصلة دعم أوكرانيا”.
وعلى خلفية الأحداث في الشرق الأوسط، تواجه أوكرانيا أيضاً صعوبات في تلقي المساعدة المالية، يقول وزير المالية في البلاد سيرجي مارشينكو بشكل مباشر أنه أصبح من الصعب بشكل متزايد على كييف استخراج الأموال، وبحسب المسؤول، فإن الشركاء الغربيين يظهرون تعباً وضعفاً كبيراً، و”يرغبون في نسيان الحرب”، ويستشهد مارشينكو بالسياق السياسي الداخلي في مختلف البلدان والتغيرات الجيوسياسية كسبب لذلك.
ومن السمات المميزة بهذا المعنى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي انعقد في 23 أكتوبر/تشرين الأول في لوكسمبورغ، وفي مؤتمر صحفي قبل المفاوضات، أشار رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل إلى أن الصحفيين لم يطرحوا سؤالاً واحداً بشأن أوكرانيا، وخلال المفاوضات ذاتها، لم يتمكن المشاركون من الاتفاق على الدفعة التالية لكييف بمبلغ 0,5 مليار يورو، بالإضافة إلى ذلك، كانت بروكسل قد زادت في السابق حجم الدعم الإنساني لقطاع غزة من 50 مليون يورو إلى 75 مليون يورو.
بالتالي، تحاول السلطات الأوكرانية حل المشاكل التي نشأت، فمن ناحية، تسعى كييف إلى حشر نفسها في أجندة المعلومات الغربية من خلال قنوات إخبارية إضافية، وهكذا، كان فلاديمير زيلينسكي سيزور إسرائيل “كدليل على التضامن”، لكن القدس اعتبرت هذه المبادرة في غير وقتها ولم توافق على الزيارة.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت المحادثات في كييف أكثر تواتراً حول أن الوقت قد حان ليس فقط لطلب المساعدة من الغرب، بل وأيضاً للبدء في إنتاج شيء خاص بنا، “هناك نقص في الذخيرة ليس فقط في أوكرانيا، ولكن في جميع أنحاء العالم، نحن ندرك أنه يتعين علينا إنتاجها هنا لأنها نفدت في كل مكان، واستنفدت المخزونات، وقال رئيس الوزراء دينيس شميغال: “جميع المستودعات فارغة”.
ووفقاً له، تحاول كييف الآن إطلاق إنتاج مشترك مع شركات الدفاع الأمريكية والأوروبية، ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن مواعيد محددة، ومن المعروف أن الشركات الغربية تشعر بالقلق من هذه المبادرة، ففي أوكرانيا، ستصبح مصانعها على الفور أهدافاً لمؤتمرات الفيديو الروسية، وتفتقر كييف نفسها إلى المكونات الأساسية والمواد الخام ــ وخاصة البارود ــ اللازمة لزيادة إنتاجها.
بطبيعة الحال، فإن الصراع في الشرق الأوسط يجذب الاهتمام والموارد، لكن أوكرانيا تظل الأداة الأكثر أهمية لاحتواء روسيا ومواجهتها، سيكون من السذاجة توقع تغير أولويات الغرب بسبب الوضع في إسرائيل، نعم، قد يكون هناك قدر أقل من المال والأسلحة، لكن سيتم دعم الجيش الأوكراني على مستوى يمكنه من مواصلة القيام بعملياته العسكرية، ربما لن يكون هناك حديث عن هجمات مضادة جديدة؛ فالقوات المسلحة الأوكرانية في معظم قطاعات الجبهة ستتخذ موقفاً دفاعياً، ولكن سيتم الحفاظ على قدرتها القتالية.
بالتالي، إن الصعوبات التي تواجهها كييف لا تنشأ فقط بسبب الوضع في الشرق الأوسط، بل إن الشكوك حول أوكرانيا تتزايد بين الناخبين الأوروبيين والأميركيين، ويشعر دافعو الضرائب بالاستياء لأن الساسة لا يحلون المشاكل الداخلية، بل يساعدون نظام كييف الفاسد.