باريس – (رياليست عربي): على مدار الأسبوع ونصف الأسبوع الماضي منذ انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، تجول المرشحان بنشاط في جميع أنحاء المقاطعات الفرنسية على أمل إقناع الناخبين المترددين أو الذين يميلون إلى السلبية للتصويت على ترشيحهم.
لكن من السابق لأوانه تلخيص نتائج هذه الجهود، إلا أن السؤال الرئيسي الآن هو كيف سيتم توزيع أصوات الناخبين الذين اختاروا مرشحين آخرين في الجولة الأولى؟
من المؤكد أن مارين لوبان، التي فازت بنسبة 23٪ من الأصوات في الجولة الأولى، ستعتمد على 7٪ من أصوات الفرنسيين الذين أيدوا إريك زيمور، وربما 2٪ أخرى من نيكولا دوبون آيجنان، كلا المرشحين الذين انسحبوا قد أعربوا بالفعل عن دعمهم لها، أما الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، الذي حصل على حوالي 28٪ في الجولة الأولى، يعتمد على أصوات الاشتراكيين والبيئيين و”الجمهوريين” – هؤلاء هم ما يقرب من 11٪ من الناخبين النشطين الذين شاركوا في الجولة الأولى، ويدعم قادة الأحزاب “النظامية” ماكرون بالفعل، أي أن لديه رجحاناً معيناً، لكن هناك سؤالان رئيسيان:
أولاً، كيف سيصوت الفرنسيون لزعيم اليسار غير النظامي، جان لوك ميلينشون؟ حيث صوّت 22٪ من الناخبين له في الجولة الأولى.
ثانياً، هل سيكون من الممكن جذب المتغيبين للانتخابات – الفرنسيون، الذين تجاهلوا تماماً الجولة الأولى من الانتخابات – حوالي ربع السكان في فرنسا؟ ضمن هذا الإطار، تحدث ميلينشون بالفعل ضد لوبان ، لكنه لم يدعم ماكرون بشكل علني، ومع ذلك، فإن بعض ناخبي ميلينشون مستعدون لإعطاء الأفضلية لـ لوبان في الجولة الثانية، وذلك لمجرد عدم ترك ماكرون لولاية ثانية ببرنامجه لرفع سن التقاعد، حيث أن هذا الموضوع حساس للغاية لكثير من الناس في فرنسا.
لكن، لم يتم تحديد كل شيء مسبقاً حتى الآن، على الرغم من أن العديد من المحللين الأجانب يعتقدون أن الفوز في هذه الانتخابات سيكون حليف ماكرون، حيث حصل في الجولة الثانية، على 66٪ من الأصوات، ومارين لوبان 34٪.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، قامت لوبان بعمل جاد وصححت بعض الأخطاء وخففت العديد من مواقفها، وانتقلت من التطرف اليميني إلى مواقف الوسطية، في الوقت نفسه، لم يعد ماكرون مفاجأة وأملاً في مستقبل أفضل، بعد انحدار شعبيته بالنظر إلى القرارات التي أصدرها في فترة ولايته السابقة التي لم تعكس تطلعات الشعب الفرنسي.
أما منافسته لوبان فقد أثقلت بمهارة موضوع عدم المساواة الاجتماعية، وإفقار العمال العاديين، وتخفيف الأجندة المناهضة للمهاجرين والمعادية لأوروبا، وأصبح خطابها الآن منسجماً مع تطلعات العديد من الفرنسيين.
الآن يمكننا القول إن الطبقة الوسطى والنخب في فرنسا تدعم ماكرون بلا شك، وأن المحرومين يقفون تماماً إلى جانب لوبان، التي نجحت في بناء صورة مضيفة مهتمة ومقتدرة في السنوات الأخيرة.
تُوج أسبوع الانتخابات بمناظرة تلفزيونية بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون، أظهروا أن لوبان أصبحت سياسياً أكثر نضجاً منذ آخر مناظرة تلفزيونية في عام 2017، لكن هذا قد لا يكون كافياً لتحقيق الفوز.
السؤال الرئيسي في الجولة الثانية من الانتخابات من الذي سيفوز؟
الخوف من وصول لوبان إلى السلطة أم عدم الرغبة في تكرار “الماكرونية” إذا استمر ماكرون في الفوز، وهو الأرجح، فقد يكون هذا انتصاراً باهظ الثمن بالنسبة له.
خاص وكالة رياليست – إيغور إجناتشينكو – مرشح العلوم التاريخية، عالم الفرانكولوجيا، أستاذ مشارك في معهد العلوم الاجتماعية في RANEPA.