باريس- (رياليست عربي): دخلت الحرب الشرسة الإسرائيلية على غزة اسبوعها الرابع على التوالي دون هوادة ، وأصبحت غزة عبارة عن أكوام من الركام والأطلال نتيجة للقصف والغارات الجوية المتواصلة ليل نهار ليصل عدد القتلى أكثر من 8 آلاف قتيل، 65٪ منهم من النساء والأطفال، وما يزيد عن عن20 ألف مصاب ، مع استمرار الحصار البحري والبري والجوي، بالإضافة إلى قفل المعابر وعدم السماح بدخول شحنات المساعدات من الغذاء والأدوية والإسعافات الطبية.
في موقف عالمي وإقليمي مثير للدهشة والاستغراب الكل مشلول عاجز أمام القوة العسكرية المفرطة .
إذا كان اليهود قد عانوا من المحرقة ” الهولوكوست” holocaust في حقبة ألمانيا النازية ، فالشعب الغزاوي في محرقة جديدة يحق لنا تسميتها بـ “غزة كوست”.
الغطرسة الأمريكية
كالعادة استنجدت إسرائيل بماما أمريكا ، وسرعان ما هرول مسرعا مستر بايدن لمساندة إسرائيل بصحبة الرؤساء جيرالد فورد وآيزنهاور (حاملتي الطائرات) إلى المتوسط والخليج وأسطول من المعدات العسكرية الأمريكية والخبراء وقادة للمساعدة والمشورة ، بالإضافة إلى اعتماد مبالغ مالية هائلة تعدت الـ 100 مليار دولار أمريكي، تماماً كما حدث في حرب أكتوبر 1973، عندما قال الرئيس الراحل أنور السادات في أحد خطاباته “إن الجيش المصري كان يحارب أمريكا منذ 14 أكتوبر 73، وبذلك وافق على وقف إطلاق النار.
لما كل هذه الترسانة العسكرية: هل فعلاً لمساندة إسرائيل؟ أم أنها رسالة إلى أطراف أخرى؟ أم أنها تقول إن منطقة الشرق الأوسط هي حكر على الولايات المتحدة الأميركية، بكفالة إسرائيل؟ فليس هناك مبرر ومنطق لكل هذا الحشد العسكري لمواجهة جماعة عسكرية، مهما كانت قوتها، فهي لا تقارن بهذا الحشد الذي يراه كثير من المحللين أنه له مغزى استراتيجي كبير.
استفتاء عالمي
يشهد العالم مظاهرات ضخمة وحشد جماهيري في كبرى العواصم العالمية: لندن، باريس، مدريد واشنطن ونيويورك والرباط وعمان إسطنبول وتونس.
ويضاف إلى ذلك تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار المجموعة العربية علي هدنة إنسانية بإجماع ١٢٠ دولة ، على الرغم من أن قرارات الجمعية العامة غير ملزم، (وذلك بعد فشل مجلس الأمن من اتحاد قرار ملزم لإسرائيل بوقف إطلاق النار الفوري لاستخدام حق الفيتو من جانب أمريكا مرة وروسيا والصين مرة أخرى)، ولكن من المؤكد أن تلك المظاهرات والـ 120 دولة هي بمثابة رسالة واستفتاء على الموقف العالمي المناهض للسياسة الامريكية وحلفائها (ازدواجية المعايير) في سياستها التأييد التام والمطلق لإسرائيل، وإن سياستها المتحيزة سوف يكون لها مردود سيئ عليهما في المدى القريب والبعيد.
حل الدولتين.. الوهم والسراب
رغم مرور ما يقرب من 40 عاماً على اتفاق أوسلو وحل الدولتين، وحصول إسرائيل على اعتراف السلطة الفلسطينية على الاعتراف بدولة إسرائيل، وقيام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإبرام اتفاقيات تطبيع مع عددٍ من الدول العربية بما عرف “باتفاقيات أبراهام”، وقيام إسرائيل ببناء مئات المستوطنات في الأراضي المحتلة منذ حرب حزيران 1967، ما زال هناك من ينادي بتنفيذ مشروع حل الدولتين، وهم يعلمون جيداً وحقاً أن حل الدولتين وهم وسراب لن يتحقق، تماماً مثل المستحيلات الثلاث عن العرب ” الغول والعنقاء والخل الوفي”.
من بعيد.. الفجر قادم
الأحداث الجارية تذكرنا بقصة أبرهة الذي ذهب بقوةً عسكرية هائلة منها أفيال ضخمة عام 570 للميلاد لهدم الكعبة المشرفة، وحين اقترب منها أرسل الله عليهم طيور من البحر ترمي عليهم حجارة فقضت على أبرهة الأشرم وجيشه، فالله هو العدل، لا يقبل بالظلم والبهتان، مع شدة العتمة والظلمة يأتي الفجر والنور والحق.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – مصر.