كما شددت على رغبة الصين والهند وروسيا في تغيير هيمنة الولايات المتحدة، وتزامنت هذه الحاجة مع ظهور فيروس كورونا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الادعاءات الكاذبة بشأن الصين التي أدلى بها وزير الخارجية بومبيو باطلة لأنها غير مبنية على أدلة كاملة وهي نوع من الافتراء، فبدلاً من أن تعمل الولايات المتحدة وبريطانيا بجد لحل مشاكلهما الداخلية، وخاصة وباء فيروس كورونا، تقوم بإلقاء التهم على الآخريين.
تزامن ظهور النظام العالمي الجديد بظهور الحوار ما بين الصين والهند وروسيا عندما كانوا يرغبون في تغيير نظام بريتون وود من أجل تحسن في العالم إلى الأفضل، حيث نجد أن الولايات المتحدة يجب أن توحد جهودها مع تلك البلدان الثلاثة لإصلاح عيوب النظام المالي العالمي السابق، بالإضافة إلى وباء كورونا الذي يستحق مثل هذا التعاون، والنموذج الجديد الذي ستتبناه الدول الأربع بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
وكذلك تزداد الحاجة إلى الطاقة النووية، وكذلك الحاجة إلى مشاركة البلدان النامية في البحث العلمي العالمي، لتطوير مستواها الاجتماعي الاقتصادي إلى الأفضل، وأخيرا، ذكرت السيدة لاروش التوصيات التي ركزت بشكل خاص على حوار مثمر للحضارات لتسوية مشاكل الكون.
ثم أخذ الكلمة السيد/ دميتري بوليانسكي، النائب الأول للممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، والذي صرح أن العالم يعاني من مشاكل بما في ذلك فيروس كورونا، والأمن المدني والمشاكل البيئية الحالية، وبالتالي يتعين على جميع الدول توفير الأدوات اللازمة لمحاربة تلك الأزمات، حيث انه وبعد نصف هذا العام، لم يظهر اللقاح حتى الآن، وفي الحقيقة، ليس وقت مناسبا للمنافسة أو اللوم، ولكنه وقت مناسب للعمل سوياً.
السيد/ دميتري بوليانسكي
إن روسيا مستعدة لمواجهة هذا الوباء مع الدول الأخرى، ويمكننا مساعدة الغير، كما ساعدنا الصين في هذا الوباء، وكذلك صربيا وإيطاليا، وقد تتعاون روسيا مع أي دولة لوضع حد لهذا الوباء، ونذكر الصين التي تساعد بنشاط جميع البلدان بما في ذلك روسيا، وسنبدأ في مساعدة بعض البلدان الأفريقية في هذا المجال.
يتعين على الأمم المتحدة أن تلعب دوراً محورياً، في حين أن منظمة الصحة العالمية كانت مركز المعلومات حول الوباء وعلينا أن ندعم منظمة الصحة العالمية، لأنها تؤدي دوراً كبيراً في مكافحة هذا الوباء والأمراض الأخرى، وبالطبع، فإن للوباء تغيرات اقتصادية سلبية على البلدان، وكذلك على أسعار صرف العملات، ونلاحظ ان الطلب العالمي على المنتجات المختلفة آخذ في الازدياد.
موضوع آخ، وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيره على نظام الرعاية الصحية الوطني، وكذلك الأضرار التي تلحق بأذهان متلقي هذه المعلومات المزيفة، وبالتالي يجب أن تكون جميع وسائل الإعلام موثوقة في الكشف عن معلومات جيدة وسليمة، بينما نحاول في روسيا محاربة وسائل الإعلام المزيفة، وتأثيرها السلبي على السلوك البشري.
يجب التعامل مع مسألة الوصم بشكل جيد بسبب الفيروس، وجعل الناس يتعاملون بشكل صحيح مع بعضهم البعض، وتطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات، ولكن لا ينبغي أن تكون بديلاً عن الإنسان، حيث أكد في إجابته على الأسئلة الموجهة إلى جانبه ما يلي: –
– ينبغي عقد قمة عاجلة لمجلس الأمن بشأن التعاون في مكافحة فيروس كورونا في أقرب وقت ممكن بعد العزلة.
– الطاقة النووية وأهميتها للدول الأفريقية، بحسب سؤال لأحد الشخصيات الهامة من جنوب أفريقيا، في حين أن الطاقة النووية هي واحدة من أنظف أنواع الطاقة في العالم، خاصة مع عمل مفاعلات الجيل الجديد.
– وفي رأينا، وفي هذا الصدد فيما يتعلق بأفريقيا، ستمول الصين مشاريع المفاعلات الجديدة، في حين ستتولى روسيا الجانب التقني.
– بالإضافة إلى ذلك، سلط السيد بوليانسكي الضوء على المستقبل الواعد للغاز الطبيعي، لأنه أيضًا أحد أنظف مصادر الطاقة في العالم، وكان ذكيا جدًا عندما ركز على استخدام شحن البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية، والذي يعتمد على الطاقة التقليدية الموارد، وان التخلص من هذه البطاريات ملوث للبيئة، وفقا لتقارير حديثة.
عندما شدد السيد زو غولين، سفير الولايات المتحدة من 2005 إلى 2010 ، على ضرورة التعاون بين الدول عبر هذا الوباء وثلاثة أمور رئيسية في هذا الصدد:
السيد زو غولين
رفع وعي الشعوب – مشاركة التجارب الناجحة بين البلدان – وأخيرًا، التعاون معًا والبحث معًا لمكافحة ليس فقط هذا الوباء، ولكن أكثر من ذلك.
بعد ذلك، بدأ السيد هوانغ بينغ، القنصل العام للقنصلية العامة للصين في نيويورك، خطابه بتعازي عميقة للأسر التي وقعت ضحايا لفيروس كورونا، ثم شدد على ضرورة السيطرة الجماعية على الدول في هذه الأزمة، لأن الصين كانت الدولة الأولى في مكافحة الوباء المعني.
علاوة على ذلك، يجب أن تتعاون الصين والولايات المتحدة معًا لمكافحة هذا الوباء، والذي يسلط الضوء على التنسيق مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المستقبل المشترك مع جميع التهديدات العالمية التي لا تستطيع الولايات المتحدة محاربتها بمفردها، فنحن نستهدف دائمًا التعاون المربح للجانبين مع جميع البلدان خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في حين قررت شعوب الصين والولايات المتحدة الأمريكية مساعدة بعضهما البعض.
وأخيرًا كانت هناك مداخلة فريدة من نوعها من قبل السيد/ جاك تشيميناد، الناشط السياسي الفرنسي الأرجنتيني ومن منظري المؤامرة، وهو أيضًا رئيس منظمة التضامن والتقدم الذراع الفرنسية لحركة لاروش، وقد خاض ثلاث مرات الإنتخابات الرئاسية لـ فرنسا.
ركز خطابه على أن الدور الأوروبي يجب أن يكون أكبر من الدور الحالي، لأنه كان مخزً حقًا خاصة مع “إيطاليا” من خلال الوباء، والذي لم يكرس التضامن اللازم مع دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وكان شجاعًا جدًا لقول أنه “على الاتحاد الأوروبي أن يلعب دوراً أكبر لا يخجل منه”.
وبالطبع يتفق رأيه وبشكل كبير جدًا مع السيدة/ هيلغا لاروش، والاقتصاديين السياسيين العقلانيين الآخرين في جميع أنحاء العالم ومعي في مسألة انتقاداته العميقة لاقتصاد المضاربة الاحتكاري المدار من قبل الإحتياطي الفيدرالي، الذي لا يمثل الغالبية العظمى من الناس على وجه الأرض.
لقد أعجبتنا النقطة الأخيرة في خطابه بصفته يساريًا، عندما انتقد أيضًا المسؤولين الغربيين، وخاصة الفرنسيين، ووصفهم بـ “الكذابين” لأنهم لم يقدموا الأموال المناسبة، أو إتخذوا الإستعدادات المناسبة لاستيراد الأقنعة الطبية ضد وباء فيروس كورونا، ثم إدع بعضهم عن طريق الخطأ أن استخدام القناع الطبي أمراً “اختياريًا”، وكانت مشكلة فاضحة لهم، وانتشرت عبر وسائل الإعلام العالمية.
وقبل إنهاء هذه التغطية ، لدينا بعض التعليقات والأسئلة و التي يجب معالجتها للحصول على توضيحات من معهد شيلر:-
1- هل الهند مستعدة حقا لتكون جزءا من النظام العالمي الجديد، أم أنها لا تزال تواجه العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ستمنعها من لعب هذا الدور؟ وهنا نذكرحادثة ليست في مصلحة الهند، لأنها فشلت في تنظيم “ألعاب الكومنولث” لعام 2010، الأمر الذي تناقلته جميع وسائل الإعلام العالمية والمحلية، وكذلك الاستياء من اللاعبين المحترفين العالميين ومغادرة البلاد، لأنهم لم يروا الهند التي رأوها من خلال “أفلام بوليوود”.
2- النقطة الثانية بالنسبة للهند هي أنه بعد مقتل رئيسة وزراء الهند السابقة، إنديرا غاندي، لم تعد الهند هي الدولة التي أسست حركة عدم الانحياز مع مصر، والتي كان لها دور قوي في قيادة الجنوب في ذلك الوقت، ولسوء الحظ أيضًا أصبحت الهند تابعًا للقرارات والإملاءات البريطانية والأمريكية، كما نتابع ونحلل. ولم يكن لديها هذا الدور المحايد والمؤثر، والذي يمكن أن نراه بوضوح – علاوة على ذلك، هناك أيضًا بعض الأصوات في الهند غير الراغبة في أن تصبح “الصين” كقوة اقتصادية رئيسية، على الرغم من أن الهند هي أحد مؤسسي مجموعة بريكس الاقتصادية مع الصين، وبالتالي، من الضروري إظهار النوايا الحقيقية للجانب الهندي قبل بدء أي تحالفات جديدة.
3- في أي وقت يمكننا تنظيم مؤتمر شبابي عالمي لربط وتوحيد الشباب عالميا اقتصاديا وثقافيا ؟!
4- المعادلة الداخلية بين الشباب والشيوخ – أهل الخبرة وأهل الثقة ، كيف يجب التعامل معها في النموذج القادم – عندما تعطي (الأمم المتحدة) تصنيفًا خاطئًا لمصطلح الشباب الذي يتعارض مع مصطلح (منظمة العمل الدولية)، كيف يمكن معالجة هذه المسألة في مؤتمرنا؟
5- قرابة 14 تريليون دولار أمريكي منذ عام 2001 أنفقت على حروب غير مبررة “مناهضة ودعم الإرهاب”، من سيصبح مسؤولاً عن هذه المبالغ؟ هل ستكون هناك آلية لكشف الأموال التي تنفق على الفوضى والتدمير والنزاعات الطائفية الملفقة؟ كيف نوقف الحروب وكيف نضمن إنفاق المال على الانسان وليس على التسلح؟ وتحت أي مظلة؟
6- أليس الوقت مناسبًا لتغيير الدولار الأمريكي كعملة موثوق بها، وكذلك الابتعاد عن الاحتياطي الفيدرالي من خلال وجود أنظمة نقدية محلية/ وطنية ذات سيادة؟
7- ما هي الحلول الممكنة إذا أصرت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على الهيمنة؟
8- هل يجب أن نعيد النظر في الأنظمة التربوية الحالية حول العالم وفقًا لهذا الوباء، وما الدروس المستفادة؟
أحمد مصطفى- خبير في الاقتصاد السياسي، خاص لوكالة أنباء “رياليست”