براتيسلافا – (رياليست عربي): قرر رئيس سلوفاكيا تعليق المساعدات لأوكرانيا لحين انعقاد البرلمان الذي ينبغي خلال أسبوعين تشكيله من حزب رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو “الاتجاه – الديمقراطية الاجتماعية” الذي فاز في الانتخابات الأخيرة.
وبحسب السكرتير الصحفي لرئيس الدولة، فقد أظهر زعيم البلاد احتراماً لنتائج التصويت، وخلال الحملة الانتخابية، وعد رئيس الحكومة السابق “بعدم نقل قذيفة واحدة إلى أوكرانيا”، لأن ذلك “لا يجلب سوى القتل”.
من جانبها، عارضت الزعيمة السلوفاكية زوزانا كا بوتوفا تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لكييف، وكان سبب هذا القرار نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي فاز بها حزب رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو، زعيم حزب الاتجاه اليساري الوسطي – حزب الديمقراطية الاجتماعية، الذي تحدث سابقاً بشكل حاد ضد تقديم المساعدات العسكرية إلى كييف، منذ ذلك الحين” لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع العسكري ومعاناة السكان المسالمين، كما أن فيكو وعد الناخبين “بعدم تسليم قذيفة واحدة لأوكرانيا”.
وجدير بالذكر أنه في السابق، كانت وزارة الدفاع في البلاد تدرس إمكانية تقديم حزمة مساعدات جديدة إلى كييف، وبشكل عام، يمكن أن يكون لديها الوقت لتنفيذها قبل تشكيل حكومة جديدة، لكن رئيس البلاد لم يرغب في دعم هذه المبادرة، وكما أوضح سكرتيرها الصحفي، فمن الضروري “احترام نتائج التصويت الديمقراطي”، وإلا فإنه سيصبح “عملاً من أعمال عدم احترام الناخبين” و”يشكل سابقة مؤسفة للمستقبل”.
بدوره، أكد حزب روبرت فيكو، الذي حصل على 23% من الأصوات، خلال الحملات الانتخابية أنه ضد توفير القوة العسكرية لأوكرانيا، وانتقد السياسي، الذي شغل منصب رئيس وزراء البلاد مرتين، السلطات كثيراً لقرارها نقل نظام الدفاع الجوي S-300 إلى كييف، كما زعم أن مقاتلات ميغ-29 أُرسلت في انتهاك صارخ للأعراف الدستورية.
وخلال الحملة الانتخابية، أصدر حزب الاتجاه الديمقراطي الاجتماعي مراراً وتكراراً تصريحات معادية للغرب، وتحدث رئيس الوزراء السابق عن تحول الاتحاد الأوروبي إلى دمية أمريكية وتواطؤ السلطات السلوفاكية مع جورج سوروس، ووعد بمكافحة الهجرة غير الشرعية واستعادة السيطرة على الحدود مع المجر، وكذلك تحدث عن الرغبة في وضع حد للعقوبات المفروضة على روسيا والتي أدت في رأيه إلى تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
ونتيجة لذلك، عُرف فيكو في وسائل الإعلام الغربية بأنه “شعبوي موالي لروسيا”، وحزبه مناهض لأوكرانيا، ووصف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف هذا الأمر بأنه سخيف، وأوضح: “في الواقع ، نحن نواجه الآن وضعاً حيث يحاول أي سياسي في القارة الأوروبية يميل إلى التفكير في سيادة بلاده، ويدافع عن مصالح بلاده، أن يُوصف على الفور بأنه موالٍ لروسيا”.
وأشار فيكو نفسه أيضاً إلى أن البلاد “لديها وجهات نظر مختلفة عن تلك المعلنة رسمياً في بروكسل” وتعتزم الدفاع عنها باستمرار على جميع المستويات، وأكد في الوقت نفسه أنه يرى مستقبل سلوفاكيا مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
بالتالي، إن السلطات السلوفاكية الجديدة ستغير على الأرجح مسار السياسة الخارجية للبلاد، وربما سيعمل فيكو على تعزيز العلاقات الودية والتعاون مع موسكو، الأمر الذي سيؤدي إلى تنسيق أوثق لمواقف براتيسلافا والمجر بشأن روسيا، ونتيجة لذلك، على مسافة سلوفاكيا من الاتحاد الأوروبي وقيمه، لكن هذا سيكون له عواقب سياسية خطيرة.