القدس – (رياليست عربي): استشهد أكثر من ألف شخص جراء هجوم صاروخي على المستشفى الأهلي المسيحي المعمداني في قطاع غزة، المرضى والجرحى والأطباء، فضلاً عن اللاجئين العاديين الذين بحثوا عن مأوى تحت رعاية الصليب الأحمر.
لقد نزح ما يقرب من مليون شخص من غزة منذ اندلاع الصراع الحالي، والذي أعقب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي رافقه مذبحة بحق المدنيين، وهذا ما يقرب من نصف سكانها، منهم 300 ألف طفل، أما مصير من تبقى فهو وحشي، حيث أوقفت إسرائيل كافة إمدادات المياه والكهرباء والغذاء لغزة، وتتعرض للقصف المستمر.
والعالم الإسلامي بأكمله، وخاصة العربي، غاضب، إذا كان هدف تصعيد الصراع هو عرقلة التطبيع المخطط للعلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فقد نجحوا وتم إلغاء اجتماع بايدن مع عدد من رؤساء الدول الإقليمية في عمان خاصة بعد استهداف المستشفى، والآن لن يتحدث الآن أي زعيم عربي عاقل عن السلام أو حتى عن هدنة مع إسرائيل وحلفائها، فالشعب لن يبرر لهم ذلك عن حدث.
أما رأي الشارع العربي فقد عبر عنه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قائلاً: “إن لهيب القنابل الأمريكية الإسرائيلية التي ألقيت الليلة على الفلسطينيين الأبرياء الذين يعالجون من إصابات في أحد مستشفيات غزة سوف يبتلع الصهاينة قريباً، وإن صمت الرجل الحر أمر غير مقبول في مواجهة جريمة حرب كهذه، إيران تنعي الشهداء، كجزء من الأمة الإسلامية”.
وفي الوقت نفسه، تنفي إسرائيل رسمياً هذه الاتهامات، وتلقي باللوم على إطلاق حماس الصاروخي الفاشل. ومن الطبيعي أن يشير بإصبعه إلى تل أبيب، الحقيقة هنا ثانوية، ولا أحد يهتم بها، الجميع على يقين من أن العدو هو المسؤول.
وبناء على طلب روسيا والإمارات العربية المتحدة، سيتم عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول قضية الشرق الأوسط. بصراحة، ليست هناك حاجة لتوقع أي حلول خارقة، ففي اليوم السابق رفض مجلس الأمن، بأصوات الدول الغربية، مشروع القرار الإنساني الذي تقدمت به روسيا بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وقد تم التعبير عن الموقف الرسمي لروسيا في بيان صادر عن وزارة الخارجية، والذي وصف فيه الهجوم على مستشفى في غزة بأنه جريمة وعمل من أعمال التجريد من الإنسانية.
وخلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل وإجراء محادثات في تل أبيب، فهو لم يأت بمفرده، وتتجه معه مجموعة بحرية أمريكية قوية تضم حاملتي طائرات وآلاف من مشاة البحرية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
هل سيؤدي الهجوم على مستشفى في غزة إلى تطور الصراع أم على العكس من ذلك إلى وقف التصعيد؟ فهل ستتدخل دول عربية أخرى مثل إيران وحزب الله ؟ لماذا يتواجد الجيش الأمريكي هناك – فقط للضغط النفسي أم أنهم مستعدون للقتال؟ يبدو أن المنطقة مقبلة على تطورات كثيرة ومن بينها توسع رقعة الحرب.