موسكو – (رياليست عربي): يتابع زعماء مجموعة البريكس، وهي مجموعة من دول الأسواق الناشئة التي تمثل نحو نصف سكان العالم، اجتماعاتهم في القمة رفيعة المستوى التي تستضيفها مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان، منذ صباح أمس الثلاثاء، لتكون هذه القمة التاريخية، هي الأولى منذ التوسع الكبير الذي حصل في المنظمة الدولية خلال العام الماضي 2023.
- هذا وتتكون مجموعة (بريكس) حالياً من روسيا الإتحادية والصين الشعبية والهند البرازيل وجنوب أفريقيا، كما توسعت المجموعة لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، حيث سيجتمع الأعضاء في مؤتمرهم الذي سيستمر ثلاثة أيام في قازان، لتأتي هذه القمة في لحظة بالغة الأهمية بالنسبة لمجموعة (بريكس) التي ترى نفسها بمثابة ثقل موازنٍ للغرب، ولذلك سيقف زعماء العالم جنباً إلى جنب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من موقفه كشخصٍ معادي للدول الغربية.
- وتكمن أهمية هذا الإجتماع لكون الدول المشاركة فيه ستحاول أن تزيل الإختلافات العميقة الموجودة بين الدول الأعضاء، إذ تسعى مجموعة (بريكس) حالياً لتأسيس جبهة موحدة ضد ما يراه أعضاؤها بأنه نظاماً عالمياً غير متوازن تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية. كما ستكون هذه القمة فرصة لمجموعة (بريكس) لاستعراض قائمتها الجديدة الموجهة نحو الجنوب العالمي، لكونها ستناقش أيضاً انضمام فئة من الدول التي قدمت طلباتها للإنضمام إلى مستوى العضوية الكاملة .
- وتكمن قوة (بريكس) كمجموعة بأنها صعبة التصنيف دولياً على الصعيد العالمي، فهي تضم بعض الدول الحليفة لواشنطن مثل الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية حيث تستضيف الإمارات قواعد عسكرية أمريكية، بينما تتلقى مصر مساعدات عسكرية أمريكية، بينما تعتبر دول أخرى مثل جمهورية إيران وروسيا الإتحادية بأنها الدول الأكثر عداوةً لواشنطن سياسياً وإقتصادياً.
- كما أن الأمر الأكثر أهمية الذي سيشغل حيزاً كبيراً بين هذه الدول المنضوية تحت مظلة (بريكس) والمتناقضة في التوجهات وكذلك في المستويات، هو إيجاد صيغة مشتركة فيما بينها لتتمكن من العمل مع بعضها البعض مستقبلاً، فعلى سبيل الذكر لا على سبيل الحصر، يلاحظ أن إثيوبيا دولة فقيرة، بينما يلاحظ أن جمهورية الصين الشعبية هي ثاني أكبر إقتصاد في العالم، ناهيك عن ذلك فإن بعض الدول في (بريكس) تنتج النفط والغاز مثل روسيا الإتحادية والإمارات العربية المتحدة، بينما تستورد دول أخرى احتياجاتها من الطاقة لعدم قدرتها على هذا الإنتاج، أي لشح موارد النفط والغاز فيها.
- فضلاً عن هذا وذاك، فمن الجانب السياسي، فإن دول هذه المجموعة لا تشترك مع بعضها البعض في نفس الموقف السياسي، فمثلاً، وخلال الشهر الماضي على سبيل المثال، تصاعدت التوترات بين كل من جمهورية إثيوبيا وجمهورية مصر العربية في نزاع طويل الأمد حول أحقية استعمال المياه في سد النهضة الواقع على نهر النيل لتوليد الطاقة الكهرومائية، والذي يعبر كلا البلدين، وقد بذلت موسكو الكثير من الجهود الدبلوماسية لرأب الصدع بين القاهرة وأديس أبابا قبل قمة قازان، ونجحت بذلك، وهو الأمر الذي بات يجعل من موسكو جسراً بين عواصم الدول المنضوية تحت راية منظمة (بريكس).
- كذلك الأمر فيما يتعلق مثلاً بقادة بعض الدول الحضور مثل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي سيحضر القمة وسيجلس في نفس القمة التي سيجلس فيها حليف الكرملين الروسي الإستراتيجي أي رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة (محمد بن زايد آل نهيان) والذي تطلب دولته من طهران إرجاع ثلاث جزر إماراتية وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى لسلطة أبوظبي، حيث ستسعى موسكو لاحقاً هي الأخرى لإيجاد حل لهذا الموضوع العالق بين أبوظبي و طهران منذ عشرات السنين.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين و المحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف علاقات روسيا الإتحادية مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة دول مجموعة (بريكس)، مثل الخبير العالمي (سارانج شيدور)، وهو مدير برنامج الجنوب العالمي في معهد (كوينسي) ومقره في واشنطن، أن أعضاء مجموعة (بريكس)، سواءً الرئيسيين منهم (القدماء و الجدد)، وحتى غيرهم من الذين تقدموا بطلبات الإنضمام، باتوا جميعهم تحت قبة (بريكس) أشبه بتحالف يتكون من مجموعتين من دول العالم، حيث تكاد أن تكون هاتين المجموعتين مختلفتين في التوجهات والأهداف السياسية، ولكنهما بلا أدنى شك قد نجحوا في تغليب المصالح الإقتصادية على الإختلاف في التوجهات السياسية الموجودة بينهم.
- ويضيف الخبير العالمي (سارانج شيدور) أن أحد المجموعتين ضمن (بريكس) يمكن أن يطلق عليها إسم (مجموعة الشرق العالمي) وهي تتألف من جمهورية الصين الشعبية وكذلك من روسيا الإتحادية، وفي بعض الأحيان يمكن اعتبار بأن إيران معهم في نفس التوجه، وهي ثلاث دول منافسة أو مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، فيما تندرج العديد من الدول الأخرى ضمن (مجموعة الجنوب العالمي) بشكل أكثر راحة وسلاسة، وهي ميالة لتكون أكثر حيادية، بل حتى حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، وهنا يطرح سؤال هام للغاية بشأن هاتين المجموعتين، وهو ماذا تريد المجموعة الأولى في قمة قازان، وماذا تريد المجموعة الثانية هي الأخرى، وأين يلتقيان مع بعضهما البعض وأين يختلفان.
- ماذا تريد دول (مجموعة الشرق العالمي) وماذا تنتظر من تجمع (بريكس) أن يقدم لها في قازان ؟
تُعَدُ جمهورية الصين الشعبية منافساً رئيسياً للولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعد روسيا الإتحادية وإيران خصمان لدودان للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب العقوبات الغربية الصارمة ضدهما، ولذلك السبب فقد قررتا أن تخوضان معاً حروباً بالوكالة ضدَّ الدول الغربية في أوكرانيا، وكذلك في منطقة الشرق الأوسط كما يحصل حالياً في قطاع غزة وفي جنوب لبنان. وتأمل هذه البلدان الثلاثة مجتمعةً أن تقدم معاً كتلة سياسية وإقتصادية أكثر اتحاداً لمواجهة تحالف الغرب ضدها، حيث يصرُّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إثبات أنه ليس وحيداً، وأن لديه حلفاء مهمين إلى جانبه.
- وحول هذه النقطة بالذات، يقول الخبير الروسي العالمي (ألكسندر جابوييف)، وهو مدير مركز كارنيجي لروسيا الإتحادية وأوراسيا متحدثاً من برلين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخلال مداخلته في مؤتمر (قازان) سيصور حرب بلاده في أوكرانيا باعتبارها رأس الحربة لتدمير النظام العالمي القديم، والمساعدة في بناء نظام عالمي جديد، حيث سيطرح فكرة ولادة مجموعة (بريكس) كهيكل عالمي جديد من شأنه أن يكون أكثر قوة وتمثيلاً لهذا النظام العالمي الجديد، ولهذه الغاية سيكون هناك هدف أولي ورئيسي لبدء تنفيذ هذه الفكرة ويتمثل بتقليل الإعتماد العالمي على الدولار الأمريكي، حيث يعتقد أن الرئيس بوتين سيحاول بشتى الوسائل إقناع دول (بريكس) للحد من هيمنة الدولار الأمريكي، لأن ذلك من شأنه أن يمنح الدول الأعضاء الحماية من العقوبات الغربية، سواء الآن أو في المستقبل القريب.
- فيما يعود الخبير العالمي (سارانج شيدور) ليوضح أن هذه العقوبات الغربية لا تنجح حالياً، سوى لأن الدولار الأمريكي يهيمن على العالم، ولذلك فإن الرئيس بوتين محق بجانب، ومخطئ بجانب آخر، فهو محق لأنه يريد الحد من هيمنة الدولار، وهو مخطئ لأن العقوبات الغربية لم يكن سببها هيمنة الدولار الأمريكي، وإنما كان سببها عودة التمدد السياسي للكرملين الروسي في الساحات الإقليمية والدولية.
- وبغض النظر كيف سينظر حالياً إلى هذا الطموح الروسي، إلا أن الحقيقة تكمن بأن قمة (قازان) ستكون منصة (بريكس) الأولى التي ستتم فيها مناقشة هذا الهدف المالي والإقتصادي المثمثر للجميع، للروس أولاً، وللصينيين ثانياً ، ولدول مجموعة (بريكس) ثالثاً، حيث لا يوجد اتفاق واضح بشأن العملة التي قد تحل محل الدولار الأمريكي، لأن الخبراء الروس أنفسهم ما زالوا يشككون بقدرة أي عملة جديدة خاصة ضمن مجموعة (بريكس) على أن تكون مستقرة بالقدر الكافي مالياً، لكي تحظى بالثقة في التعاملات عبر الحدود، ولكن البدائل مطروحة بين العملات مثل اليوان الصيني والدرهم الإماراتي.
- ماذا تريد دول (مجموعة الجنوب العالمي) وماذا تنتظر من تجمع دول (بريكس) أن يقدم لها في قازان أيضاً هي الأخرى خلافاً لـــــ (مجموعة الشرق العالمي) ؟
إن العديد من الدول الأعضاء في (مجموعة الجنوب العالمي) تحاول تحقيق التوازن بين التحالفات والأولويات المتنافسة، ولا تزال هذه الدول تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول في الغرب، حتى خلال سعيها لاكتساب المزيد من النفوذ العالمي ضمن دول مجموعة (بريكس) مثل الهند مثلاً، التي روجت لتحالفها الإستراتيجي المتعدد الأطراف، وهي أيضاً عضو في اللجنة الرباعية، ولديها شراكة أمنية مع أستراليا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، ومثلها بعض دول (بريكس)، كجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة التي أصبحت أقرب إلى جمهورية الصين الشعبية، رغم تعاملهم مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بشأن الأمن الإقليمي، وحتى جمهورية البرازيل وهي من أكثر دول العالم المؤيدة لإلغاء الدولرة (التعامل بالدولار الأمريكي)، إلا أن البرازيل تعتمد بشكل كبير في اقتصادها حتى الآن على الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد ثاني أكبر شريك تجاري لها.
- ويضيف الخبير (سارانج شيدور) أن هؤلاء جميعهم أي (مجموعة الجنوب العالمي) ليسوا مناهضين للغرب، ولكن لديهم انتقادات معينة للنظام الحالي، وهم يريدون تأمين رهاناتهم لأن مشاركتهم في مجموعة (بريكس) تشكل رهاناً اقتصادياً جزئياً، حيث تبحث بعض الدول الأعضاء، فضلاً عن بعض الدول التي قد تصبح شريكة للمجموعة في المستقبل عن مصادر بديلة للتمويل، ونظراً لأن صندوق النقد الدولي، وكذلك البنك الدولي، ما زالوا يخضعون لهيمنة الغرب، وخاصة لهيمنة واشنطن، فقد ضاقت هذه الدول ذرعاً بتصرفات الأمريكيين، وتوجهت جميعها، وخاصةً بعض البلدان النامية إلى بنك التنمية التابع لمجموعة (بريكس) لكونه أقل تطلباً، حيث قدم البنك مليارات الدولارات في صورة قروض، كما سمح بسدادها بالعملة المحلية، وهو الأمر الذي جعل من مجموعة (بريكس) في نظرهم تحالفاً أكثر أمناً واستقراراً ضد عالم متغير وغير مستقر، بسبب تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية الغير قابلة للتنبؤ، لا سياسياً وعسكرياً وأمنياً، ولا حتى إقتصادياً وتجارياً ومالياً.
- وحول هذه النقطة بالذات، والمتعلقة بتوجه مجموعة (دول الجنوب العالمي) لتصبح ضمن (بريكس) يتحدث الخبير العالمي (ستيوارت باتريك)، وهو متخصص بارز في مؤسسة (كارنيجي) للسلام الدولي، أن بعض الأعضاء في مجموعة (بريكس) يعتقدون أن النظام العالمي الحالي هو من صنع الغرب، ولكنه لم يعد لصالح الغرب، لأن هناك حالة حقيقية من عدم اليقين سببها الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي زادت من الشعور بعدم اليقين لدى جميع دول (بريكس) ضمن دول المجموعتين أي (الشرق والجنوب)، لأن الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت بأنها قادرة دائماً على قلب سياستها الخارجية بمعدل 180 درجة، اعتماداً على من يسكن البيت الأبيض الأمريكي، وهنا طبعاً سيظهر السؤال الأهم:
- ماذا تريد كلاً من الصين الشعبية وروسيا الإتحادية من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ما زالت المتضرر الأكبر من التحالف الروسي الصيني ضمن دول مجموعة (بريكس) ؟
يجيب على هذا السؤال الإستراتيجي، الخبير العالمي البارز في معهد (بيترسون) للإقتصاد الدولي والعالمي (جاكوب كيركيجارد)، حيث يؤكد الخبير أن جمهورية الصين الشعبية التي تبنت توسع مجموعة (بريكس)، والتي تعتبر بأنها القائدة غير الرسمية لمجموعة (بريكس) تحاول أن تدعم هذا التوسع بحيث لا يتضارب أو يتناقض مع المصالح والطموحات الوطنية لبكين، وهو الأمر الذي تحاول موسكو أن تتفهمه وأن تتقبله لاعتبارها بأن بكين هي الحليفة الإستراتيجية الأقوى لموسكو، على الرغم من أنهما تتنافسان في بعض الأحيان على النفوذ.
- والدليل على تفهم موسكو لرغبة بكين الإقليمية بترأس التوجه السياسي لدول مجموعة (بريكس)، هو بقاء الصين الشعبية شريكاً تجارياً رئيسياً لروسيا الإتحادية حتى أثناء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وثبات الموقف الصيني الداعم لروسيا الإتحادية وبكل جرأةٍ إلى درجة أن جيوشهما أجرت مناورات مشتركة بالقرب من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وتايوان.
- وفي مثال آخر أيضاً، نرى كيف ما زالت جمهورية الصين الشعبية تشتري صادرات النفط الإيرانية جميعها تقريباً، ولذلك السبب فإن بعض دول مجموعة (بريكس) قلقة حالياً، لأن أي انقطاع في الإمدادات من قبل إيران بسبب أي ضربة عسكرية جوية متوقعة من قبل إسرائيل، من شأنه أن يدفع الصين لتلجئ للأسواق العالمية كي تلبي المزيد من احتياجات الطاقة، ولهذا السبب تمر الصين والهند حالياً بمرحلة إعادة تقييم لموقفهما، نظراً لأن البلدان الذين خاضا عدة حروب ضد بعضهما البعض، ما زالا يعتبران بعضها البعض خصمين محتملين في المستقبل، خاصةً وأن الهند تشهد نمواً سكانياً، خلافاً للصين التي تشهد تراجعاً في نموها السكاني، مثلها مثل روسيا الإتحادية أيضاً.
- · ولهذا السبب، يبرز هنا الدور الروسي الكبير كحلقة وصل بين جميع دول مجموعة (بريكس)، لأنه وبغض النظر عن القرارات التي يمكن أن تصدر من قمة (بريكس) الحالية في مؤتمر (قازان)، إلا أن هذه القرارات ستتأثر بعدة عوامل، أهمها تأثير نتائج الإنتخابات الأمريكية على القرارات التي ستتخذها قمة (قازان)، وكذلك تأثير الوضع الإقليمي والدولي المتوتر بين إسرائيل وإيران على سعر صرف الدولار الأمريكي، وعلى أسواق النفط العالمية بالمطلق، وثالثاً، وهو الأهم، تأثير طموحات وأهداف دول مجموعة (بريكس) التي تتفق في بعض الأهداف وتختلف في أهداف أخرى على هذه القرارات المصيرية، لأن دول مجموعة الشرق العالمي ودول مجموعة الجنوب العالمي، تعلم بأن هناك نظام عالمي جديد ترتسم ملامحه السياسية والإقتصادية، ومن شأن هذه الملامح أن تحدد طبيعة ومستوى ونفوذ دول (بريكس) في النظام العالمي الجديد الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الولادة السياسية والإقتصادية، والذي ستلعب فيه جمهورية الصين الشعبية دور القائد الإقتصادي بينما ستسعى روسيا لإتحادية فيه حالياً لاسترجاع دورها العالمي كقائد سياسي.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.