موسكو – (رياليست عربي): إن جغرافية الصراع في الشرق الأوسط آخذة في الاتساع: ولا يشمل المشاركون المحتملون إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين فحسب، بل وأيضاً لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران والولايات المتحدة.
وتنفذ الهجمات على الأراضي الإسرائيلية من لبنان جماعة حزب الله الشيعية التي تدعم حركة حماس الفلسطينية المتطرفة. في 19 أكتوبر، أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن صواريخ باتجاه إسرائيل، كما خرج مقاتلو حزب الله لدعم الفلسطينيين من قطاع غزة وبدأوا في قصف القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق، وبحسب الإدارة الأميركية فإن هذه الجماعات تتلقى الدعم من إيران، وتعلن طهران أنها لا تنوي بدء حرب، لكنها مستعدة للرد في حال وقوع عدوان إسرائيلي.
الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية
طالب مقاتلو الجماعات الشيعية الولايات المتحدة، التي خرجت لدعم إسرائيل، بسحب قواتها من العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط، وإلا فإن قواعدهم ستتعرض لهجوم مستمر.
وكانت قد تعرضت قاعدة جوية في المالكية شمال شرقي سوريا وقواعد عسكرية أمريكية قرب حقل كونيكو للغاز في محافظة دير الزور وفي منطقة حقل العمر النفطي وفي الشدادي بمحافظة الحسكة جنوبي البلاد، وفي وقت سابق، وقعت سلسلة من الهجمات في العراق، بما في ذلك إطلاق عدة صواريخ على قاعدة عين الأسد العسكرية في محافظة الأنبار، وأعلنت المقاومة الإسلامية العراقية مسؤوليتها عن الهجمات.
موقف واشنطن
تزعم واشنطن أن إيران تواصل دعم حماس وحزب الله، كما تقدم المساعدة للجماعات التي تهاجم القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية. وبحسب منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، فإن الولايات المتحدة لن تتجاهل التهديدات التي تواجه مصالحها في المنطقة. وهكذا، أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن باتخاذ خطوات لضمان “توازن القوى المناسب”.
وبحسب شبكة “سي إن إن”، التي تستشهد ببيانات من مجتمع الاستخبارات الأمريكي، فإن الجماعات التي تهاجم القواعد العسكرية الأمريكية قد تزيد من حجم الهجمات وسط تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميللر، عن مخاوفه من احتمال انتشار الصراع إلى الأراضي اللبنانية، التي تطلق منها جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية النار على إسرائيل. وأضاف ميلر أن الولايات المتحدة توضح لجميع الأطراف المعادية لإسرائيل في المنطقة أن “الأمر يستحق تغيير رأيهم”، لأن هذا هو السبب وراء اتخاذ القرار بنشر مجموعتين ضاربتين من حاملات الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وفي الوقت نفسه، بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر، تستعد الإدارة الأميركية لإجلاء مئات الآلاف من المواطنين الأميركيين من الشرق الأوسط إذا لم يكن من الممكن احتواء الصراع.
الرد الإيراني
قال السفير الإيراني لدى روسيا، كاظم جلالي ، في برنامج “سولوفييف لايف” إن إسرائيل لا تملك القدرات اللازمة لبدء حرب إقليمية في الشرق الأوسط . ووفقا له، فإن إسرائيل “لا تستطيع محاربة منطقة غزة الصغيرة وجماعة حماس الصغيرة”. وشدد على أن إيران لم تؤيد أبدا بدء الحرب، ولكن في حالة العدوان الإسرائيلي على طهران، فهي مستعدة لـ ”إظهار المثابرة” في الصراع.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، إن الولايات المتحدة أرسلت رسائل مرتين على الأقل تطالبها فيها بعدم التدخل في الصراع في قطاع غزة. وكان عبد اللهيان نفسه قد أفاد في وقت سابق أن إيران، من خلال وسطاء، حذرت إسرائيل من المزيد من القصف للقطاع الفلسطيني وحذرت من التهديد بتوسيع الصراع، وأشار رئيس قسم السياسة الخارجية إلى أن قادة حركة حماس الفلسطينية أكدوا له استعدادهم لمواجهة طويلة مع إسرائيل.
قتال مستمر
سمحت إسرائيل بوصول إمدادات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، لكن القتال مستمر، ونفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 400 غارة على أراضي القطاع يومياً، وبحسب زعمهم فقد قُتل عدد من قادة حماس، كما تهاجم إسرائيل مناطق معينة من لبنان وسوريا، كما تحدث اشتباكات في الضفة الغربية.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ إن الجيش الإسرائيلي يركز الآن على تدمير البنية التحتية لحماس، لكنه يراقب الوضع في لبنان عن كثب، وشدد على أنه إذا قام حزب الله بجر إسرائيل إلى الصراع، “فمن الواضح أن لبنان سيدفع ثمن ذلك”. كما ذكرت تل أبيب أن الجيش مستعد لمنع الهجمات الصاروخية المستقبلية من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن من حركة أنصار الله.
دمرت القوات الإسرائيلية خلال الليل خمس مجموعات مسلحة حاولت تنفيذ هجوم في منطقة الحدود الشمالية.
من جانبه، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصل إلى تل أبيب في زيارة تضامنية، مختلف اللاعبين الإقليميين، بما في ذلك إيران ومنظمة حزب الله اللبنانية، من فتح جبهة جديدة للنضال ضد إسرائيل. كما أثار إمكانية تشكيل تحالف إقليمي لمحاربة الإرهاب مع إسرائيل.
وأشار ماكرون إلى أن التحالف الدولي الموجود بالفعل بقيادة الولايات المتحدة يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش، منظمة إرهابية محظورة في الاتحاد الروسي)، وتنظيم القاعدة (منظمة إرهابية محظورة في الاتحاد الروسي). ووفقاً لماكرون، يمكن لأعضاء التحالف “القتال ضد حماس”.