بروكسل – (رياليست عربي): أوقفت أستراليا والاتحاد الأوروبي المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، سيسمح لبروكسل بالحصول على وصول أسهل إلى الموارد المعدنية الأسترالية وبالتالي تحقيق الاستقلال الاقتصادي عن موسكو وبكين.
وستتمكن اللحوم الأسترالية بعد ذلك من دخول السوق الأوروبية بدون رسوم جمركية، ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق من اتباع نموذج بريطانيا، حيث فشلت هذه السياسة وتسببت في غضب المزارعين المحليين الذين خاطروا بخسارة المنافسة في السوق المحلية.
ورفضت أستراليا عرض الاتحاد الأوروبي بالتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة، ومن غير المرجح الآن أن يتم إبرامها قبل عدة سنوات، وعلى وجه الخصوص، من غير المرجح أن تستأنف قبل الانتخابات العامة، المقرر إجراؤها في أستراليا في عام 2025، وبحسب وزير التجارة الأسترالي دون فاريل، لم يتم إحراز أي تقدم في الاجتماع الذي عقد في مدينة أوساكا اليابانية، وأوضح أن “المفاوضات ستستمر وآمل أن نتمكن يوماً ما من وضع اللمسات النهائية على اتفاق يفيد أستراليا وأصدقائنا الأوروبيين”.
ويشار إلى أن هذا القرار حظي بدعم المزارعين الأستراليين، وطالبوا السلطات بعدم التوقيع على “الصفقة غير المربحة”، وبخلاف ذلك، يقول المزارعون، إنهم قد يجدون أنفسهم في وضع غير مؤات مقارنة بالمنافسين من نيوزيلندا وكندا وأمريكا الجنوبية، التي تتمتع بإمكانية وصول أكبر إلى أسواق الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الزراعة موراي وات: “لم نر الاتحاد الأوروبي يحسن عرضه بشأن سلع مثل لحوم البقر والضأن ومنتجات الألبان والسكر بما يكفي لإبرام هذه الصفقة في المصلحة الوطنية الأسترالية”.
وفي العام الماضي، وقعت بروكسل اتفاقية مع نيوزيلندا لخفض الرسوم الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي من الملابس والمواد الكيميائية والسيارات، والسماح بجلب المزيد من لحوم البقر والضأن والزبدة والجبن إلى الاتحاد الأوروبي من الدولة.
وأشارت بروكسل إلى أنه تم إبرام اتفاقيات أولية في اليابان، ولكن في النهاية أراد الأستراليون تغيير الشروط وتقديم المزيد من الأفضليات لمزارعيهم، ولم ينكر موراي وات ذلك، مكتفياً بالإشارة إلى أنهما يتحدثان عن “تغييرات طفيفة”.
وتتفاوض بروكسل وكانبيرا على هذه الاتفاقية منذ عام 2018. وفي عام 2021، أصرت فرنسا على إنهاء المفاوضات مع أستراليا بسبب رفض كانبيرا الحصول على غواصات فرنسية بعد دخولها في تحالف عسكري مع بريطانيا والولايات المتحدة – AUKUS، وبعد ذلك، قرر الطرفان استئناف المفاوضات.
وتسعى أستراليا إلى زيادة صادراتها الزراعية من خلال إلغاء الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي وتوسيع الحصص، في حين تسعى بروكسل إلى الوصول إلى الموارد المعدنية في القارة، وفي الوقت نفسه، يخشى الاتحاد الأوروبي أن يحذو حذو لندن ويسمح للحوم الأسترالية التنافسية، التي تعتبر واحدة من أفضل اللحوم في العالم من حيث السعر والجودة، بدخول أسواقه دون رسوم جمركية. وتقوم البلاد بتصديرها بنشاط إلى اليابان وكوريا الجنوبية.
من جانبه، لا يرغب الاتحاد الأوروبي في تكرار التجربة البريطانية. ومع ذلك، بدون هذه الصفقة مع كانبيرا، سيكون من الصعب على بروكسل ضمان الاستقلال الاقتصادي عن موسكو وبكين والحصول على مزايا سياسية، وعلى وجه الخصوص، تسعى بروكسل إلى تحرير نفسها من الاعتماد على الصين وروسيا في مجال المعادن، وفي المقام الأول في مجال المعادن الحيوية.
بالتالي، ستحمي كانبيرا مصالحها، لكنها ستمثل أيضاً مصالح واشنطن ولندن، حيث سيكون من الصعب على الاتحاد الأوروبي تحقيق التعاون، أستراليا لا تريد أن تتحول إلى ملحق من المواد الخام للاتحاد الأوروبي، ومن المرجح أن تنتظر بروكسل، وفجأة سيعمل كل شيء من تلقاء نفسه، وربما يتم التوصل إلى اتفاقيات مع موردين آخرين في مجالات أخرى.