نيودلهي – (رياليست عربي): صدر كتاب للسفير الهندي السابق في مالطا وليبيا والأردن بعنوان: “ديناميكية الأمن المتطورة في غرب آسيا وتحديات الهند”.
يتحدث الكتاب عن منطقة غرب آسيا أو الشرق الأوسط التي تعد جواراً ممتداً للهند، وقد احتلت دائماً مكانة بارزة جيو – سياسياً على مستوى العالم، بالنسبة للهند، تتمتع بأهمية إستراتيجية فريدة نظراً لأمن الطاقة وأمن الغذاء والأسمدة وأمن المغتربين والأمن البحري للبحر والممرات التجارية بما في ذلك القرصنة والإرهاب، ومع تحرك المحور نحو الجنوب ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، اكتسبت أهمية إستراتيجية أكبر في منطقة المحيط الهندي.
ويبحث الكاتب حالة غرب آسيا التي لا تزال في حالة اضطراب تغذيها العديد من النقاط الساخنة بما في ذلك ليبيا وسوريا واليمن والعراق حيث يمتد الربيع العربي عبر المنطقة مما يفرض إصلاحات اجتماعية اقتصادية، كما لا تزال الصراع في الشرق الأوسط بلا جدوى حيث لا يزال الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على حافة الهاوية، كما لا تزال المنطقة تعاني أيضاً من التنافسات الجيو – سياسية والجغرافية الاقتصادية والجغرافية الدينية بين القوى الكبرى مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا ومصر وإيران، كما برزت قطر كدولة جديدة.

الكتاب يتحدث أيضاً عن بسبب اللامبالاة المتصورة وانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت الضامن الأمني الوحيد لها، حيث بدأت الشركات الإقليمية الكبرى في البحث عن بعض الأساليب المؤقتة فيما بينها لتعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا إلى حد كبير حتى الهند، وذكر الكاتب أن التقارب بين إسرائيل وبعض الدول العربية مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، مهّد الطريق لمعادلات قوة جديدة حيث انخرطت الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في الرباعية الاقتصادية الجديدة، حيث تظهر رياح التغيير في الوقت الذي تلقي فيه الأزمة الروسية – الأوكرانية بظلالها على الديناميكية الإقليمية، ما بدا جلياً أن هناك سعياً وراء الاستقلال الاستراتيجي الذي يلوح في الأفق.
تم تقسيم الكتاب بدقة إلى ثلاثة أقسام: ديناميكية القوة الفائقة؛ ديناميكية داخل المنطقة، ومهمة الهند في غرب آسيا.
كُتب الكتاب باشتراك أكثر من اثني عشر كاتباً متميزاً وخبيراً إقليمياً من الهند وإسرائيل والأردن وتركيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في تخصصات سيناريو الأمن المتطور عبر مجموعة متنوعة من قضايا الدفاع والأمن إلى الاقتصاد إلى مصالح الهند، حيث يشرح هذا الكتاب القضايا الأمنية الحرجة في غرب آسيا، ويقدم رؤى ويوفر الحلول وبعض خيارات السياسة للهند بطريقة نزيهة.
يتناول الكتاب أيضاً وخاصة ما تناوله السفير تريجونيات، بأنه على الرغم من أنه في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ربما كانت إحدى أكبر قصص النجاح في السياسة الخارجية هي سياسة الهند “التوجه غرباً” التي ركزت على إثراء العلاقات الثنائية مع جميع دول المنطقة تقريباً، أصبح الاستقلال الاستراتيجي للسياسة الخارجية الهندية أكثر وضوحاً في سياسة إزالة التعامل المباشر التي مكنت نيودلهي من الخوض في الأزمة الإقليمية ببراعة، ومع ذلك، فإن التطور الديناميكي والوجود المتزايد للصين في غرب آسيا يتطلبان إعادة توجيه نحو نهج المنطقة بأكملها.
آنيل تريجونيات – سفير الهند السابق في مالطا وليبيا والأردن