القاهرة – (رياليست عربي): في ظل ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم والبيض والألبان ومشتقاتها في مصر، الصعوبة التي تواجهها الطبقة المتوسطة في توفير الاحتياجات الغذائية وعدم قدرة محدودي الدخل والطبقة الفقيرة من توفير السلع الأساسية، قام مسلمون بالتوسل للمسيحيين من الطائفة الأرثوذكسية في مصر، بالالتزام بـ”الصيام الكبير” عند الأقباط، وذلك لتقليل الضغط على منتجات اللحوم والدواجن ومشتقاتهم، مما ينعكس بحسب تصورهم على ارتفاع الأسعار المبالغ فيها خلال الأشهر الأخيرة حتى يستطيعون شراء احتياجاتهم بأسعار تناسب إلى حد ما مداخيلهم.
وارتفعت اللحوم والدواجن والبيض والألبان بأسعار جنونية خلال الـ6 أشهر الماضية وسط التزام الحكومة الصمت بعدم الرقابة الفعلية على الأسواق، مكتفيه بوضع السبب في هذا الغلاء داخل خانة تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، وعدم توفر الأعلاف المستوردة من روسيا واوكرانيا، فضلا عن تضاعف أسعار تلك الأعلاف للمواشي والدواجن وأيضا الأسماك.
وتضاعفت أسعار اللحوم والدواجن في مصر تدريجياً منذ يونيو الماضي لتحقق أربعة أضعاف الأسعار التي كانت عليها تلك المنتجات في الصيف الماضي.
في حين يمتنع الأقباط خلال صيامهم الذي يصل إلى قرابة الشهرين عن تناول الطعام الحيواني من لحوم ودواجن وأسماك.
ولكن حتى مع صيام الأقباط وامتناعهم عن أكل اللحوم والدواجن، فإن أسعار تلك السلع سترتفع خلال الأيام المقبلة بسبب المسلمين أنفسهم الذين يستعدون لاستقبال شهر رمضان الذي يكون فيه إقبالا موسميا على شراء اللحوم والدواجن والبيض.
وبدأ الأقباط، الأثنين الماضي، الصوم الكبير لعام 2023، والذي يستمر لمدة 55 يوماً حتى عيد القيامة المجيد يوم 16 أبريل المقبل، وهو الصيام الأكبر من حيث مدة الصوم حيث يصومه أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وجميع أنحاء العالم، ويتخلله فترات روحية كبرى من خلال تكثيف القداسات الإلهية، ويطلق على الأسبوع الأخير من الصوم “أسبوع الآلام” ويقام قداس يومي في جميع أيام الصيام، بعد الانقطاع عن الطعام لمدة تصل إلى نحو 15 ساعة، ولا يتم خلال أيام الصوم تناول أي أطعمة حيوانية أو مشتقاتها ويمنع أيضا تناول الأسماك.
والصوم الكبير عبارة عن ثلاثة أصوام، الأربعين المقدسة في الوسط، ويسبقها أسبوع، أما أن يعتبر تمهيداً للأربعين المقدسة، أو تعويضيا عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام، ويعقب ذلك أسبوع الآلام، والذي تبدأ أحداثه عقب الاحتفال بأحد الشعانين، حيث يتم تعليق الرايات السوداء وتغيير ستر الهيكل وتقرأ خلاله كافة النبوءات والأحداث المتعلقة بآلام السيد المسيح وصلبه، إلى أن ينتهي بسبت الفرح والاحتفال بعيد القيامة المجيد.