القاهرة – (رياليست عربي): تعمل روسيا من حين إلى آخر، إلى إحياء قوتها الناعمة عبر مؤسساتها والتي من أهمها منابرها التعليمية التي كان لها دورا مهما في إثراء العلاقات مع دول الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، وهو ما انعكس في اللقاء الذي جرى مؤخرا بالقاهرة عندما تم تجميع “الخريجين التاريخيين” من جامعات روسيا الاتحادية أو جامعات ما كان يعرف بـ”الاتحاد السوفيتي” سابقا، وذلك من خلال برنامج منتدى “خريجي جامعات الاتحاد السوفيتي سابقا والروسية للأجانب” والذي حضره ممثلي النظام التعليمي الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ونظم هذا البرنامج، مؤتمرا للخريجين العرب والأفارقة من الجامعات الروسية برعاية المؤسسة الروسية للتعاون والانتشار، وأيضا السفارات الروسية في مصر ولبنان ودول شرق أوسطية وأفريقية من خلال البيت الروسي بالقاهرة، حيث تم التنظيم في ظل وجود متطوعين شباب، وصفوا من جانب المشاركين بـ”الاستثنائيين” من كلية الألسن بجامعة عين شمس حيث يدرسون اللغة الروسية، ويتواجدون في أي نشاط يقوم به البيت الروسي بالقاهرة للتدرب على اللغة الروسية، ليتم التنظيم بطريقة احترافية مع الوفود المشاركة.
وتتمثل أهداف المؤتمر في عدة محاور من بينها التباحث في دور الخريجين من الجامعات الروسية لاسيما في أطار الوضع الحالي الذي تعيشه روسيا في ظل العملية الخاصة التي تجرى في أوكرانيا بالإضافة إلى تبادل الخبرات بالأنشطة العلمية والتربوية والصحية والانمائية، وكان هناك مشاركة واسعة للخريجين الأجانب من عدة دول عربية وأفريقية.

وشهد اليوم الأول من المؤتمر بعد فاعليات الافتتاح، مائدة مستديرة عنوانها “فرص القبول للدراسة في المؤسسات التعليمية العليا في روسيا الاتحادية” ومن ثم جلسة أخرى حول “البحوث العلمية المشتركة”، وسط مشاركة الخريجين ليكون تبادل الخبرات على نطاق واسع في ظل إمكانية التعاون مع الجامعات بإتمام برامج تبادل طلابي، وهذا أمر يتعلق باتفاقيات تبادل طلاب الدراسات العليا وكانت باكورة تلك الاتفاقيات، تعاون للتبادل الطلابي بين روسيا ولبنان عبر تخصصات القانون والعلاقات الدولية، ستنفذ مع بداية عام 2023 .
فيما حمل اليوم الثاني، ورش عمل وحلقات تدريبية حول كيفية إدارة التعليم والتطوير بالمناهج لتتناسب مع التطور السريع الجاري في ظل الإقدام على عصر “الروبوت” الذي يسير الحياة اليومية، وهو ما وضح حيث تناولت إحدى جلسات الحوار كيفية ما باتت عليه التكنولوجيا وتحكمها في مجريات الحياة، مما يتطلب الالتزام بخطوات سريعة لمجاراة ذلك التطور التكنولوجي.
وكانت من أبرز الوفود المشاركة، الوفد اللبناني الذي تمثل بوفد كبير مكون من 16 شخص أبرزهم المحامية الدكتورة سمر حداد نائب رئيس منتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية وخريجة معهد الطب الأول في لينينغراد، والنائب د. بلال عبد الله، وهو خريج جامعة موسكو، ورئيس الجامعة اللبنانية السابق د. فؤاد ايوب، وعمداء في كليات بالجامعة اللبنانية بالإضافة الى مهندسين وأطباء وقانونيين وصحفيين.
وعبرت نائب رئيس منتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية، المحامية الدكتورة سمر حداد، عن سعادتها بانعقاد هذا المؤتمر الذي شهد تبادلا للخبرات بين الخريجين من جهة، ومن جهة أخرى، إمكانية تفعيل التبادل العلمي والتعليمي بشكل بارز بين روسيا ودول الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشارت “حداد” إلى أهمية هذا التعاون وإمكانية توسيع مساحته وأوجه الاستفادة منه لاسيما في ظل الظروف التي يشهدها العالم واحتياجات الدول لهذا النوع من التعاون الذي كان له مسبقا نتائج وآثار إيجابية في تبادل الثقافات والخبرات بين الشعوب.
وأوضحت “حداد” أنه كان من اللافت على هامش المؤتمر، جلسات جمعت الحاضرين، سيطر عليها العودة الى شريط الذكريات بين الخريجين والذي أغلبهم حصلوا على الجنسية الروسية لاسيما الرجال الذين تزوجوا من روسيات وأصبح لديهم عائلات روسية ومن ثم بات في داخلهم ارتباط وانتماء لروسيا، وحتى من لم يحصل على هذه الجنسية، سيطر عليهم الحنين لتلك الأيام التي ذهبوا فيها إلى روسيا منذ أن كانت أعمارهم صغيرة، لتغرس فيهم الثقافة الروسية ومن ثم العودة إلى البلد الأم ونقل الخبرات التي حصلوا عليها في روسيا ليفيدوا بها وطنهم الأم.