صنعاء – (رياليست عربي): دخلت الهدنة حيّز التنفيذ بين جماعة الحوثي في اليمن، وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط صراعات مستمرة دون أدنى اهتمامات دولية.
ومن المعروف أن حرب اليمن تسببت في مقتل الآلاف وشردت الملايين من الشعب اليمني منذ بدء العملية العسكرية العام 2015، وبسبب الصراع المستمر والذي لا طائل منه بين المملكة وإيران، كان الخاسر الأول والأكبر هو الشعب اليمني، ليخرج ببارقة أمل ولمدة شهرين، سيحظى فيها بالأمن والأمان على أملٍ آخر، وهو أن يستجيب الطرفان بشكل إيجابي لمقترحات الأمم المتحدة، وفقاً لبيان المبعوث الدولي إلى اليمن، غروندبرغ.
ويشمل الاتفاق كما أشرنا في تقرير سابق، وقف العمليات العسكرية الهجومية، ومنها الهجمات عبر الحدود، ويسمح أيضاً بدخول واردات الوقود إلى المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وبعض الرحلات الجوية التجارية من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
المسعى الأممي اليوم وفقاً لـ “غروندبرغ”، هو الضغط باتجاه وقف دائم لإطلاق النار، خاصة مع موافقة تفعيل بعض الخدمات وتشغيل المرافئ، كلها عوامل تبين أن ثمة احتمال لأن يحظى اليمن بفرصة جديدة.
ولاقت الهدنة ترحيباً كبيراً من عواصم عربية وعالمية، من بينها السعودية والإمارات، كذلك رحب الحكومة اليمنية بهذا القرار مؤكدة دعمها لاقتراح وقف إطلاق النار الذي طرحته الأمم المتحدة والذي من شأنه أن يخفف القيود البحرية والجوية المفروضة على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين والذي من شأنه أيضاً أن يساعد على تخفيف الأزمة الإنسانية الحادة.
ما الجديد الذي حصل ومن الممكن أن يقوض الهدنة؟
تبادل طرفا الصراع في اليمن المسؤولية عن انتهاك الهدنة بعد ساعات من سريانها بوساطة أممية، وقالت قوات التحالف بقيادة السعودية إنها صدت هجوماً ليلياً للحوثيين على مواقع عسكرية في شرق تعز، جنوب غربي اليمن وكذلك على مواقع أخرى غربي مأرب الاستراتيجية، في وسط اليمن، شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، في الوقت نفسه، اتهم الحوثيون قوات التحالف بقصف مأرب وقتل ثلاثة مدنيين في قصف آخر بمنطقة صعدة الشمالية الغربية.
من المتوقع حالياً، ألا تصمد هذه الهدنة فهي ليس أكثر من مسكن مؤقت لحرب لا يبدو أن قرار نهايتها قد حان بعد، لكن يبقى هناك بصيص أمل مع إتمام الاتفاق النووي، والمحادثات السعودية – الإيرانية، أن يتم تخصيص الجهود لإنهاء هذه الحقبة الدموية وبداية نهاية الحرب اليمنية.