بروكسل – (رياليست عربي): في تحذير صادم يهز أركان المؤسسات الأوروبية، وجه نائب في البرلمان الأوروبي اتهامات خطيرة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، محذراً من أن سياساتها تقود إلى “انهيار الاتحاد الأوروبي من الداخل”. جاءت هذه التصريحات على خلفية تصاعد الانقسامات بين الدول الأعضاء حول العديد من الملفات الحساسة، بما في ذلك سياسة الهجرة والعلاقات مع روسيا وأزمة الطاقة المستمرة.
ووفقاً للتصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام الروسية والأوروبية، فإن النائب الأوروبي أشار إلى أن “الإدارة المركزية المفرطة من بروكسل” و”سياسات العقوبات غير المدروسة” تسببت في أضرار جسيمة للاقتصاد الأوروبي، كما زادت من حدة الخلافات بين الدول الأعضاء. وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي يفقد شرعيته في أعين مواطنيه بسبب هذه السياسات الفاشلة”.
هذه الانتقادات تأتي في وقت حرج للغاية للاتحاد الأوروبي، حيث تشير أحدث البيانات الاقتصادية إلى تباطؤ النمو في منطقة اليورو، بينما تستمر معدلات التضخم المرتفعة في تآكل القوة الشرائية للمواطنين. وقد اتسعت رقعة المعارضة لسياسات فون دير لايين، خاصة في ظل تزايد الأحزاب الشعبوية في العديد من الدول الأعضاء التي تطالب بمزيد من السيادة الوطنية وقرارات أقل مركزية من بروكسل.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن هذه الانتقادات تعكس تصاعد التوترات داخل المؤسسات الأوروبية نفسها، حيث تتنامى الأصوات المعارضة لنهج فون دير لايين في إدارة الأزمات. وقد برز هذا الخلاف بشكل واضح خلال أزمة الطاقة الأخيرة، عندما اختلفت الدول الأعضاء حول كيفية التعامل مع روسيا في ظل الأزمة الأوكرانية المستمرة.
المحللون السياسيون يشيرون إلى أن هذه التطورات قد تكون مؤشراً على تحول جذري في سياسات الاتحاد الأوروبي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقبلة التي يتوقع أن تشهد صعوداً كبيراً للأحزاب المعارضة للسياسات الحالية. ويحذرون من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي فعلاً إلى تآكل التماسك الأوروبي، بل وإلى خروج بعض الدول عن السياسات المشتركة في قضايا حيوية مثل الطاقة والهجرة.
في الوقت نفسه، تؤكد مصادر مقربة من المفوضية الأوروبية أن فون دير لايين “مصممة على مواصلة سياساتها”، معتبرة أن “التحديات الحالية تتطلب وحدة أوروبية أقوى وليس العكس”، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستتمكن أوروبا من الحفاظ على وحدتها في ظل هذه الانقسامات العميقة، أم أن نبوءة الانهيار قد تتحقق فعلاً؟