طرابلس – (رياليست عربي): ليس من مصلحة كل من مصر وليبيا أن يشوب علاقتهما أي شائبة في هذا الوقت الحرج من عمر العالم، فالبلدان سارا بخطى ثابتة في نسج علاقات جديدة، وأي توتر بينهما سيعني خلطاً للأوراق، كما أن ليبيا تُعتبر مهمة جداً بالنسبة للأمن القومي المصري، وبالمقابل فإن للقاهرة الحصة الأكبر في إعادة إعمار ليبيا.
لكن التوترات يمكن أن تحدث فجأة ودون سابق إنذار، وقد تكون بالصدفة أو مدروسة، في هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الليبية، استدعاء القائم بالأعمال في السفارة المصرية نتيجة ما تداول في إحدى البرامج المصرية، وما لوحظ من الاستخفاف بالسيادة الليبية وحكومة الوحدة الوطنية وتشبيه ما يحدث بين أوكرانيا وروسيا بالعلاقة التي تربط مصر وليبيا.
وقالت وزارة الخارجية الليبية، في بيان: استدعت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش القائم بأعمال السفارة المصرية تامر مصطفى، نتيجة ما تداول في إحدى البرامج المصرية، وما لوحظ من الاستخفاف بالسيادة الليبية وحكومة الوحدة الوطنية .
وأضاف البيان أن “الوزيرة أكدت أن العلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين أكبر وأعمق من أي توجهات أو استقطابات سياسية”.
وفي المقابل، رفض المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ التعليق على بيان الخارجية الليبية، وذكر، في بيان، أن “كافة وسائل الإعلام والصحف والقنوات المصرية والأجنبية تعمل في مصر بحرية كاملة وأنها تُعبر عن وجهة نظرها إزاء مختلف القضايا”.
وأضاف: “الموقف الرسمي للدولة المصرية يتم التعبير عنه من خلال البيانات الصادرة عن الحكومة المصرية”، مؤكدًا أن “علاقة مصر بدولة ليبيا على مدار السنوات الماضية دائما ما اتسمت بالحرص على الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وتلبية إرادة شعبها دون تدخل خارجي اتصالاً بما يربط بين شعبيّ البلدين من أواصر الأخوة والعلاقة التاريخية.
وتابع: “أنه من الأحرى بكافة الأطراف تركيز جهودها من أجل إزكاء هذه المبادئ وتعضيدها من خلال القنوات الرسمية والاتصالات التي تجمع مصر بكافة الأطياف السياسة الليبية”.
فيما يرى مراقبون بأن حاجة البلدين لبعضهما، والمصالح الكبيرة التي تجمعهما، لا سيما بالنسبة لليبيا، هي أسباب قوية لمنع أي توتر وتطويقه.