جنيف – (رياليست عربي): لا يزال المشهد ضبابياً حول مفاوضات فيينا الخاصة بالملف النووي الإيراني، إذ يتم تسريب تصريحات إيجابية بعض الشيء حيناً، لتلحقها تصريحات ومواقف تتصف بالسلبية في أحيان أخرى، تجعل سقف التوقعات ينخفض، ويعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
في هذا السياق أعلن وفد الاتحاد الأوروبي تعليق مفاوضات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني للتشاور، داعياً مختلف الأطراف المعنية لاتخاذ قرارات سياسية، حيث كتب المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا حول إحياء الاتفاق النووي مع إيران إنريكي مورا على تويتر: يعود المشاركون إلى عواصمهم لإجراء المشاورات و(تلقي) التعليمات تمهيداً للعودة الأسبوع المقبل. لا بد من اتخاذ قرارات سياسية الآن.
ما كتبه المنسق الأوروبي قد يوحي بأن هناك مشاكل مستعصية في تلك المفاوضات، فلو كانت هناك أية بوادر إيجابية لكان تم تسريبها لتهيئة مناخ الانفتاح التدريجي على إيران، ويأتي مع ذلك أيضاً خفض تدريجي للعقوبات، وهذا ما لم تظهر بوادره حتى الآن.
بالتالي، ما هي القرارات السياسية التي يمكن أن تتخذها كل دولة أوروبية؟ بل الدول الأوروبية مجتمعة؟ هل يمكن أن تكون إيجابية تتمثل بخفض العقوبات على إيران، والانفتاح السياسي والاقتصادي عليها رويداً رويداً؟ أم أن تلك القرارات السياسية تختلف من بلد لآخر، مما يعني أن اختلافاً في هواجس ورؤى الدول الأوروبية فيما بينها قد يؤخر عملياً الوصول إلى حل نهائي لتلك المفاوضات مع طهران؟
سيناريو آخر يتمثل باستمرار المفاوضات على ما هي عليه، مما يعني إطالة أمد المشهد التفاوضي الحالي، ريثما تحدث تطورات أو تُخلق ظروف مناسبة لحل أو سيناريو ما لهذه المفاوضات، لكن مما لا شك فيه هو أن هذا الملف قد يكون مرتبطاً بملفات أخرى في المنطقة، كونها ملفات متعلقة بالأمن القومي لدول وكيانات بعينها في المنطقة.
خاص وكالة رياليست.