نيويورك – (رياليست عربي): يتهكم الكثير من المحللين والمراقبين، إضافةً للناشطين من قيام مجلس الأمن وأعضائه الغربيين إلى عقد اجتماع للتصويت على مشروع قرار ضد روسيا، البلد الذي يتمتع بعضوية دائمة فيه بل ويترأس ذلك الاجتماع، حيث وصف هؤلاء تلك الخطوة الغربية بأنها غبية.
لكن في النظر إلى دقائق الأمور، يمكن أن نستنتج بأن الدعوة للاجتماع لمناقشة القرار المعادي لموسكو التي تترأس الاجتماع، تهدف إلى حشد رأي عام عالمي يقول بأن روسيا التي تحتل دولة أخرى هي عضو دائم في المجلس وتتمتع بحق الفيتو، بل وتترأس هذا المجلس، ما يعني بأن هناك خطورة من أن يكون حق النقض والعضوية الدائمة في هذا المجلس لدى دول كبرى لديها مطامع بأوروبا الشرقية، وفق رأيهم، وبالتالي شيطنة صورة روسيا ضمن مجلس الأمن، بل و الترويج لفكرة أن مجلس الأمن فيه خلل ما يعني الحاجة لإعادة هيكلته وإعادة النظر في الأعضاء الدائمين فيه.
لكن أي تغيير في بنية المجلس والتي بُنيت على ما شُكلت عليه عصبة الأمم من الدول المنتصرة في الحربين العالميتين سيعني حرباً عالميةً ثالثة، وهو ما لا يمكن للعالم تحمله، أو أقله الدخول في طور حرب باردة ستكون أول شظايا انفجارها انهيار كبير لاقتصاد الكوكب الأزرق ومجاعة تضرب سكانه.
الدول الغربية التي دعت للاجتماع في مجلس الأمن من أجل التصويت على القرار، تعلم مسبقاً بنتيجته، وهنا يتعزز ما ذهبنا إليه، بأن الهدف ليس إقرار المشروع لأن ذلك غير منطقي بعضوية روسيا الدائمة فيه إلى جانب الصين.
نتيجةّ لذلك لم يرى كثيرون سوى الإعلان عن فشل مجلس الأمن الدولي، في تبني مشروع قرار حول أوكرانيا اقترحته الولايات المتحدة وألبانيا.
وصوت لصالح مشروع القرار،11 عضوا في مجلس الأمن، وامتنعت الصين والهند والإمارات عن التصويت على نص المشروع الذي صاغته الولايات المتحدة.
ويأتي امتناع الصين عن التصويت بعد أسابيع قليلة من اتفاق موسكو وبكين على شراكة “بلا حدود”، مما يتضمن دعم الدولتين لمواقفهما حيال أوكرانيا وتايوان مع وعود قطعتها كل منهما للأخرى بالتعاون في مواجهة الغرب.